يكثر الإعلان عن الجوائز والمسابقات سواء المشروطة أو غير المشروطة في عصرنا الحالي، وفي بعض الأحوال يختلط الأمر على المسلم ولا يعرف الرأي الديني والفقهي للاشتراك في تلك المسابقات، وهل هي جائزة أم أنها صورة من صور القمار والميسر؟، لذا سنحرص اليوم عبر الفقرات التالية على معرفة حكم المسابقات المشروطة بالشراء ؟ وكافة التفاصيل الأخرى المتعلقة بها.
حكم المسابقات المشروطة بالشراء
يذكر أن حكم قيام المسلم بالاشتراك في المسابقات المشروطة بالشراء
يتعلق بأكثر من أمر، حيث أشار علماء الدين الإسلامي إلى أنه من الممكن
أن يقوم المسلم بالاشتراك في مسابقات الجوائز التي تقوم على شراء سلعة
ما من متجر، ومن خلالها يتم الدخول على سحب والفوز بجائزة محددة وذلك في حالات محددة:
- يجب أن يقوم المسلم بشراء السلعة بسبب حاجته لها، ورغبته في الشراء السلعة بذاتها وليس بسبب المسابقة.
- فأوضح العلماء أنه في حالة قيام الشخص بالدخول في مسابقة بعد قيامه
بشراء شيء يحتاج إليه، فلا يوجد مشكلة في دخول المسابقة وهو الرأي الراجح بين أهل العلم. - أما إذا قام المسلم بشراء السلعة ولم تكن هي هدفه في ذاتها،
وكان السبب وراء ذلك هو الرغبة في دخول المسابقة، فإن ذلك حرام وأمر غير جائز شرعًا لاعتباره أحد أشكال الميسر والقمار وهو أمر محرم. - ويجب أن نتذكر قوله تعالى الذي جاء في الآيتين 90 و91 من سورة المائدة:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ
الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾.
حكم مسابقة القرآن
ومن الأسئلة الشائعة والتي تتعلق بالمسابقات والجوائز أيضًا هي ما حكم الاشتراك في مسابقات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، والتي تتمثل في حصول المسلم على جائز ما عند حفظه لقدر محدد من القرآن أو عند اختباره في الآيات والتفسير والأحاديث الشريفة، وللإجابة عن هذا الأمر نجد أنه:
- أوضحت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة
العربية السعودية أنه لا يوجد إثم في الاشتراك في مسابقات
حفظ القرآن الكريم وتلاوته. - كما أشارت اللجنة أنه لا بأس في أخذ الجوائز الناتجة عن تلك المسابقات.
- وأكدت لجنة الفتوى على أن تلك المسابقات جائز في حالة عدم طلب أموال للاشتراك بها من المتسابقين.
- بل رأى بعض أهل الدين أن تلك المسابقات مستحبة لما لها من فائدة وحث وتشجيع على دراسة القرآن الكريم وحفظه.
حكم جوائز المسابقات التليفزيونية
وعلى الجانب الآخر أصبحت المسابقات التليفزيونية هي الأكثر انتشارًا ببن العديد من القنوات الفضائية سواء كانت الإسلامية أو غيره الإسلامية، أما عن حكم الاشتراك بها فنجد أنه:
- في حالة قيام المتسابق بالاتصال بالقناة وتحمل تكلفة المكالمة على أمل أنه من الممكن أن يربح أو يخسر في السحب على جائز ما، فإن ذلك يعد حرام وغير جائز شرعًا وهو من الميسر والقمار.
- ويذكر أن هذا ما يحدث في أغلب المسابقات، فإما أن يخسر المتسابق
قيمة اتصاله والتي تكون أغلى من الاتصال العادي، أو يأخذ جائزة أكثر منها في حالة الفوز. - وعلى الجانب الآخر يذكر أن بعض المسابقات مباحة في حالة كونها مجانية، ويجيب المتسابق
على سؤال ويحصل على جائزة، أما في حالة وجود سؤال آخر يليه وإذا أخطأ في إجابته يخسر ما حصل عليه في السؤال الأول فهذا من الميسر المحرم. - أما المسابقات الخاصة بالأفلام والأغاني وغيرها فهي حرام.
وبهذا نكون قد تعرفنا على حكم المسابقات المشروطة بالشراء ويمكنك أيضًا الاطلاع على هل يجوز إعطاء الفوائد الربوية للوالدين أو التصدق بها على الفقراء؟.