هشام السيد.. مورد فروالة وفواكه وخضروات
قصة كفاح طويلة مليئة بالسعي عاشها هشام السيد محمد، فمنذ أن تخرج من كلية التجارة عام 1998، وتنقل من بعدها بين عشرات الأعمال والشركات والمجالات المختلفة، على أمل دائم بأن يوسع الله رزقه، وتمكنه تلك الأعمال من توفير نفقاته ومن بعد ذلك حياة كريمة لأسرته المكونة من زوجة و4 أبناء، أكبرهم «حبيبة» بالصف السادس الابتدائي، وأصغرهم «فريدة» بالحضانة، وبينهم «أحمد» بالصف الثالث الابتدائي، و«محمود» بالصف الثاني الابتدائي.
لكن رغم هذا الاجتهاد الدائم والسعي المتواصل، كانت هناك عقبات تواجهه بكل مجال عمل اجتهد فيه لأشهر وسنوات، تجبره على التنقل إلى العمل بمجال آخر، هربا من الإفلاس والفقر، ومحاولة لتوفير الحياة الكريمة لزوجته أولاده، حتى أنقذه من كل ذلك 200 كيلو جرام من الفراولة وحولته لواحد من أشهر موردي فواكه وخضروات أخرى بين كثير من المشاهير وسكان القاهرة والجيزة ومحافظات أخرى، كما يحكي خريج كلية التجارة.
ويقول «هشام»، في حديثه مع «»: «أنا تقريبا اشتغلت كل حاجة وفي كل حاجة، من وقت ما تخرجت من كلية التجارة سنة 1998، وأنا معرفشي حاجة غير أني اشتغل وأسعى، وبدأت مسوق بالعمولة، وبعدين بياع في محل ملابس، وبعدين شريك في سايبر نت، حتى السفر والشغل بالخارج، جربت وسافرت ليبيا، ورجعت بعدها اشتغلت فترة مدرس خاص لطلبة كلية تجارة، قبل ما اشتغل في إحدى الشركات».
«هشام» تزوج بعد سنوات من السعي فزدات النفقات
وبعد سنوات من الاجتهاد من العمل بالشركة، نجح خريج التجارة في الزواج من الفتاة التي اختارها قلبه وعقله، ولكن بعد الزواج أصبح المرتب لا يكفي احتياجاتهما الكاملة، خاصة بعدما رزقهما الله بطلفلهما الأول، وفق ما يرويه.
ويوضح «هشام» أنه حينها بدأ البحث عن عمل آخر إلى جوار عمله، لكن الشركة التي يعمل بها رفضت أن يجمع بين عملين، فاستقال منها، وبدأ العمل كسائق ضمن سائقي إحدى شركات التي تقدم خدمات نقل وتوصيل الركاب، مضيفا: «لكن حتى الشغل ده مع الوقت مبقاش يجيب همه، رغم إني كنت بلف القاهرة بكل ضواحيها كل يوم من شرقها لغربها، وأنا أصلا ساكن في مدينة العاشر من رمضان».
200 كيلو فروالة كانت البداية
ومع الوقت ازدادت ديون «هشام» وأسرته، بسبب ضعف الأجر الذي كان يتحصل عليه من عمله كسائق، حتى طلب منه صاحب محل خضروات وفاكهة إذا كان يعرف أحد يستطيع أن يورد له 200 كيلو جرام من «الفروالة الإسمعيلاوي»، بحكم معارفه الكثيرة، إضافة لكونه بالأصل من محافظة الإسماعيلية، حسب حديث خريج كلية التجارة.
ويتابع «هشام»: «فكرت في الموضوع وقولت ليه لأ وأحاول أوردهم للراجل ده، خصوصا إن عمة مراتي مهندسة زراعية من الإسماعيلية وأكيد تعرف مزارعين، وبالفعل كلمتها وساعدتني أوصل للمزارعين ووفرت الكمية».
تاجر الخضروات رفض أن يشتري الفروالة من «هشام» بعدما وفرها له
لكن المشكلة ما حدث بعد ذلك، حيث لم يوافق صاحب محل الخضروات والفاكهة على السعر الذي طلبه خريج كلية التجارة، رغم أنه لم يضف عليه إلا جنيها واحدا فقط كربح على كل كيلو جرام، ولم يطمع في أكثر من ذلك، وفق روايته.
وإزاء ذلك، وجد عائل الأسرة نفسه في موقف لا يحسد عليه بعدما أدين بجزء من المبلغ الذي اشترى به هذه الكمية من الفراولة، لدرجة أن تفكيره وصل لمرحلة أنه لا يعرف ماذا من الممكن أن يفعل، حتى هداه عقله إلى كتابة منشور على جروب المدينة التي يعيش بها، ليعرف ما إذا كان هناك أحد يحتاج فراولة، ليبيعها له: «البوست اتنشر الساعة 11 بالليل، وفي ظرف دقايق مكنتش ملاحق أنا ومراتي على الأوردارات».
ويواصل: «بقيت بلف على العملاء بعربيتي أوزع الفراولة على كل اللي محتاجها، وكانت فاتحة الخير عليا فعلا، اللي خلتني بعد كدا واحد من أشهر بائعي الفراولة وخضروات وفواكه أخرى، لدرجة إنهم سموني (بتاع الفراولة)».
ورغم أن «هشام» وزوجته كانا يقومان بكل الأعمال الخاصة بهذا العمل، من توريد وتسويق ورد على عملاء ومن ثم تعبئة وتوزيع الأوردرات، إلا أنهما سعيدان للغاية بهذا العمل، الذي فتح لهم باب رزق هم وآخرون بداية من والد زوجة خريج التجارة بعدما تقاعد عن العمل بحكم بلوغه سن المعاش، ثم الشاب «عبدالله» الذي يعمل مع خريج التجارة حاليا كـ«دليفري» يساعده في توصيل الطلبات إلى كل عملائه الذين بينهم الكثير من المشاهير بكل المجالات، كما يؤكد «هشام» في نهاية حديثه مع «».