كثير من أسماء مدن وقرى ومحافظات مصر أصلها فرعوني، تحور بفعل مرور الزمن، ولكن لا يعلم الكثير من المصريين هذا الأمر، رغم أن هناك أسماء عديدة تثير التساؤل، فهل فكرت يوما في معنى اسم المدينة أو القرية أو المحافظة التي تعيش فيها؟
في حديثه لـ«»، أوضح بسام الشماع، المؤرخ وعالم المصريات وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، أن الكثير من أسماء مدن ومراكز وقرى مصر، في يومنا هذا، أصلها فرعوني.
يقول بسام الشماع إن «دي مين حير» هو أصل اسم مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة، وهي كلمة هيروغليفية تتكون من شقين، كلمة «دي» وتعني منزل و«حير» وتعني الصقر حورس، أي أن دمنهور أصلها «منزل الصقر»، وسماها الفراعنة بهذا الاسم لأنهم لاحظوا تجمع الصقور هناك.
أسيوط محمية وأسوان سوق.. أسماء المحافظات بالفرعونية
أما مدينة بنها، عاصمة محافظة القليوبية، فهي مشتقة من «طا إن نيهت»، بحسب «الشماع» ومعناها المنتمية إلى شجرة الجميز، التي كانت مقدسة عند الفراعنة، وفي سوهاج مركز جرجا تقع قرية اسمها «البربا»، معروفة في النصوص المصرية القديمة باسم «با را بر»، وتحولت إلى بربا، بحسب حديث المؤرخ بسام الشماع.
وأشار عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، إلى أن أصل تسمية محافظة أسوان، جاء من كلمة «سوينو» الفرعونية، التي تعني السوق أو مركز التبادل التجاري، وسميت بهذا لأنه كان فيها تجارة كبيرة مع النوبة في العاج والأفيال، وعن محافظة الفيوم، يضيف «الشماع» أن اسمها فرعوني مشتق من كلمتي «فا يم»، واليم يعني البحر، وسميت بهذا نسبة إلى بحيرة قارون.
وأضاف «الشماع»، أن «سو تي» أو «سوت»، هو أصل تسمية محافظة أسيوط، وهي كلمة هيروغليفية تعني «المحمية» أو الحامية، متابعا أن كلمة «طا سني»، هي أصل تسمية مركز إسنا، فـ«طا» تعني أرض و«سني» هو نوع من أنواع السمك، كما أن أصل اسم مدينة إدفو هي كلمة «جيباو».
قرى ومراكز مصر في مصر القديمة
وأيضا من القرى التي تملك اسما أصله فرعوني وذكرها «الشماع»، قرية «أبيدوس» التابعة لمركز البلينة بمحافظة سوهاج، وأصلها «أبيدجو»، مشيرا إلى أن «أبو صير» هو اسم لأكثر من مكان في مصر، وأصله كلمة «بير سير» الفرعونية، وهي من شقين، كلمة «بير» وتعني بيت، و«سير» التي تشير إلى أوزوريس.
وأردف عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية أن سيناء كان الفراعنة يسمونها «تا مفكات»، و«تا» تعني أرض، أما «مفكات» فتعني الفيروز، أي أن سيناء اسمها الفرعوني يعني أرض الفيروز، وهي تسمية ما زلنا نستخدمها حتى اليوم، وهذا لأن المصريين القدماء كانوا يذهبون إلى مناجم سيناء لاستخراج الفيروز منها، وهو أحد الأحجار الكريمة والمهمة في مصر القديمة.
وذكر المؤرخ بشام الشماع، أن «خا سو» هو أصل كلمة سخا، وهي قرية في جنوب كفر الشيخ، وسقارة أصلها «سكر»، وهذا كان معبودا للجبانة في مصر القديمة، كما أن شبراخيت أصلها الفرعوني يعنى المنطقة الشمالية.
أما قرية «تل بسطة» التابعة إلى مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، فيقول «الشماع» إن اسمها مشتق من كلمة «تا باستت»، وتعني القطة المعبودة، وهو إله عُبد في هذه المنطقة، موضحا أن اسم منطقة طره، التابعة لجبل المقطم، والشهيرة بأن الفراعنة استخرجوا منها الحجر الجيري المستخدم في بناء منازلهم، أصلها هو الكلمة الهيروغليفية «تا راو».