ومن المعروف أنه ليس من المناسب زراعة الخضراوات في مناخ المملكة المتحدة، ولكنها يمكن أن تنمو عند زراعتها داخل صوب زجاجية حرارية. وقال نايجل جيني، الرئيس التنفيذي لاتحاد المنتجات الطازجة: «في الوقت الذي يقترب فيه الموسم الحالي لزراعة محاصيل مثل الطماطم من نهايته، سيبدأ المزارعون قريبا في غرس الشتلات للعام المقبل».
وأضاف: «هذا الأمر يجعل الارتفاع الأخير في تكاليف الغاز مثيرا للقلق، حيث يجب تسخين الصوب الزجاجية للنباتات الصغيرة خلال فصل الشتاء قبل ارتفاع درجة حرارة الطقس».
وأوضح «جيني»: «ارتفاع فواتير الطاقة يمثل عبئا إضافيا ضخما على المزارعين، حيث قد يُقدم البعض منهم على التقليل من زراعة المحاصيل التي تحتاج لدرجة حرارة عالية أو تأجيل زراعتها».
تشير «بلومبرج» إلى أن تكاليف الزراعة المرتفعة تزيد من خطر تضخم أسعار المواد الغذائية، حيث يعاني القطاع أيضا نقص سائقي الشاحنات، وأيضا مشكلات في التوظيف، وذلك عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتفشي وباء «كورونا».
بينما تمثل أزمة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مشكلة أخرى، حيث يتم استخدام هذا الغاز على نطاق واسع في بريطانيا، بما في ذلك في المسالخ ومصانع المشروبات الغازية، وكذلك في تغليف المواد الغذائية.
و حذر وزير الأعمال البريطاني، كواسي كوارتينج، في وقت سابق من أن الأيام المقبلة سوف تكون صعبة، في ظل تفاقم أزمة الطاقة ومعاناة منتجي اللحوم بسبب أزمة إمدادات ثاني أكسيد الكربون.
وقال كوارتينج لشبكة سكاي نيوز: “سوف تكون الأيام القليلة القادمة صعبة للغاية.. هذا أمر خطير للغاية”.
وذكرت وكالة “بلومبرج” للأنباء، أن أسعار الغاز في بريطانيا آخذة في الارتفاع، وموردي الكهرباء الذين لا يتمتعون بتحوط معرضون لخطر الانهيار، كما أن الآليات المعتادة لحماية العملاء من الفوضى غير مجدية، ما يعني أن هناك حاجة إلى نوع من الإنقاذ الحكومي.
وحذر منتجو اللحوم من أنه لم يتبق لديهم سوى أيام قليلة لاستنفاد إمدادات ثاني أكسيد الكربون -المستخدمة في عمليات الذبح بالمسالخ- وهو ما يهدد بحدوث مزيد من الخلل في سلاسل الإمداد الغذائي، المثقلة بالأعباء بالفعل.
وإضافة إلى الضغط على أسعار الطاقة، لن يعود كابل الكهرباء الذي تعطل الأسبوع الماضي بعد اندلاع حريق في محطة تحويل إلى العمل قبل شهر آخر.