| «ترابيزة بينج بونج» للترفيه عن أطفال السيدة زينب: مخرجة أجيال

في حارة ضيقة بحي السيدة زينب بالقاهرة، يجلس رجل ستيني علي كرسي خشبي بجوار طاولة «بينج بونج» صنعها بيديه، لتكون مصدر رزق تدر عليه دخلًا، إذ يلتف حولها الأطفال والشباب ليلعبوا بشكل جماعي وبنظام الدورة الرمضانية لتكون طاولته ساحة للتنفيس عن أهالي المنطقة.

الوجه البشوش عزيز الصاوي، ذو الـ64 عاما، القاطن في حي السيدة زينب، وشهرته «عم سامي»، روي لـ«» حكاية ترابيزة البينج بونج: «كنت شغال نجار باب وشباك، وبعد كده حبيت اشتغل حر مع نفسي، في البداية كنت عامل الترابيزة دي لنفسي عشان بحب اللعبة، ولما ملقتش فكرة شغل حر ليا، حولتها لتجارة وأكل عيش، الترابيزة بقالها 50 سنة في المكان ده، حبيت أعمل فيها لمسات مش عند حد، لونت نصها بشعار الأهلي والنص التاني زمالك، رغم إني زملكاوي بس عشان ماكونش متحيز وأرضي الكل».

بدأ «عم سامي» بسعر 25 قرشًا للمباراة الواحدة، ولكن تغيرت الأسعار حاليًا بشكل كبير، كما تغير شكل الطاولة والمضارب، يحكي لـ«»: «أيام الدراسة لما لقيت الولاد بيزوغوا من المدرسة وينادوا لي من تحت الشباك، بقيت أقولهم ماينفعش دلوقتي، لأن أنا عندي عيال زيهم، ومش بفتح غير بعد ميعاد اليوم الدراسي، على الساعة 2 الضهر».

يجمع «عم سامي» الأطفال والشباب ويصمم لهم دورات بمبلغ زهيد، يأخذ جزء من هذا العائد والباقي يشتري به هدايا وقمصان للفائزين: «أحلى وقت للدورات بيكون في شهر رمضان من بعد الفطار لحد السحور، اللعبة حلوة وممتعة، أنا ربيت أجيال على اللعبة دي، طالع من تحت إيدي ولد منافس علي بطولة الجمهورية شهرته أحمد التنس، وواخد مركز تالت».

عودة بالزمن إلى سنوات عمره الأولى

يشرد بفكره قليلًا، ويعود بالزمن إلى سنوات طويلة مضت من عمره، حينما تربى وترعرع في حارته: «أنا في الحارة دي من أول ما اتولدت، سكنت أكتر من بيت، مش بنقل من البيت غير ما يتهد وأروح البيت اللي جانبه، بس برضه في نفس الشارع، والترابيزة دي كل ما أملك، بيبقى كل همي إني أدخل لأولادي كل يوم بالمصروف، وطالما مكفيهم بنام مرتاح، وكل يوم له رزقه، فلما ربنا بيرزقني النهاردة بمبلغ كويس بشيل منه جزء علي جنب، بعمل حساب اليوم اللي بعده».