وأوضح في حواره لـ«» أن تلك الهجمات لا تسهم في إنهاء الصراع والمعاناة الإنسانية في اليمن، مشيرا إلى وجود تعاون وثيق بين السعودية والتشيك لمواجهة الإرهاب.
وبين كوديلكا أن رؤية المملكة 2030 إستراتيجية، وذات نطاق وطموح غير مسبوق، وأنها حققت خلال خمس سنوات خطوات واسعة وإنجازات كبيرة في تحول الاقتصاد والمجتمع، إضافة إلى تطور الخدمات الإلكترونية والتقنية بشكل هائل، منوها إلى إحراز السعودية تقدما كبيرا في مجال تطوير السياحة، إلى جانب وجود عدد من المشاريع الأخرى قيد الإعداد.
وأشار إلى أن المملكة اتخذت إجراءات حاسمة منذ بداية أزمة جائحة كورونا لتأمين الصحة العامة، وحماية الاقتصاد غير النفطي الناشئ من تداعياته، إذ طبقت الحكومة السعودية عدداً من الإجراءات للتكيف مع الوضع الجديد وتداعياته، واستطاعت التأقلم سريعاً مع الوضع العام مقارنة بعدد من الدول الأخرى، ونتيجة لهذه الجهود، جاءت المملكة واحدة من أوائل الدول غير الأوروبية التي تم إدراجها في القائمة الخضراء. فإلى الحوار:
• كسفير للتشيك في المملكة، كيف تقيم العلاقات السعودية التشيكية في كافة المجالات؟
•• العلاقات الثنائية بين البلدين في تطور مستمر على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والشعبية، وأود أن أنوه إلى أن أكثر من 20 ألف سعودي زاروا جمهورية التشيك في عام واحد وذلك قبل ظهور فايروس كورونا، وهذا الرقم يعكس المكانة التي باتت عليها العلاقات بين البلدين، كما شهدت الأيام القليلة الماضية زيارة وزير الخارجية جاكوب كولهانيك، كما قام وزير الدفاع ونائب وزير الخارجية العام الماضي بزيارة السعودية، وقام أيضاً وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور عادل الجبير بزيارة جمهورية التشيك ولقي استقبالاً حاراً على أعلى المستويات.
ولاستمرار وتعزيز التعاون المثالي بين جمهورية التشيك والسعودية، نقوم حالياً بالتحضير لاجتماع اللجنة التشيكية السعودية المشتركة لتقييم مجالات التعاون وبحث سبل تطويرها على كافة الأصعدة.
500 مليون دولار تجارة متبادلة
• حدثنا عن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين؟
•• إن علاقتنا التجارية الثنائية متنوعة إلى حد ما، ففي عام 2020 وصل حجم التجارة إلى نحو 500 مليون دولار، ونتطلع إلى زيادة هذا الرقم بعد الانتهاء من فايروس كورونا الذي أثر بشكل عام على الاقتصاد العالمي، وتتكون الصادرات التشيكية إلى السعودية بشكل أساسي من السيارات والمكونات الإلكترونية والمعدات والآلات الصناعية، وكذلك الإطارات ومنتجات الألبان، والعديد من المنتجات المخصصة لقطاع الطاقة والنفط والغاز، مثل: خطوط الأنابيب والمراجل، كما تشتهر جمهورية التشيك على نطاق واسع بالعلاج الطبيعي والمنتجعات الصحية. وشهدت الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً في تصدير منتجات الألبان، إضافة إلى دعم تطوير صناعة الدواجن السعودية من خلال زيادة تصدير بيض التفريخ التشيكي.
وفي المقابل، شهدت الصادرات السعودية إلى جمهورية التشيك زيادة كبيرة في العام الماضي، ومن أهم الصادرات من المملكة إلى جمهورية التشيك البلاستيك والزيوت المعدنية، كما باتت صفائح الألمنيوم ومنتجات الألمنيوم الأخرى جزءًا مهمًا من الصادرات السعودية، حيث نأمل المزيد من التنوع في تجارتنا الثنائية مع حلول لإدارة النفايات وإدارة المياه وحلول الطاقة المتجددة وتقنيات النانو، لما تتمتع به جمهورية التشيك بقوة في هذه المجالات.
دعم الحل السلمي لأزمة اليمن
• ما تعليقك على الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقها الحوثيون على المملكة أخيرا؟
•• نحن قلقون للغاية من مثل هذه الهجمات، كما نرفض وندين بشدة جميع أشكال الهجمات على الأهداف المدنية، ونحن من دعاة الحل السلمي في اليمن، وفي جميع الأحوال لا تسهم هذه الهجمات في إنهاء الصراع والمعاناة الإنسانية في اليمن.
• ما مجالات التعاون بين السعودية والتشيك لمواجهة الإرهاب؟
•• ما أود قوله هو إن هناك بالفعل تعاونا وثيقا في هذا المجال.
• ما الدعم الذي قدمته التشيك للعراق لمواجهة داعش والإرهاب؟
•• ساهمت التشيك في عملية «العزم المتأصل» من خلال تدريب خبرائنا للطيارين العراقيين وتدريب قوة الشرطة، كما قمنا بتوفير مستشفى ميداني وشاركنا في بعض الأنشطة الأخرى، والقيمة الإجمالية للمساعدة المادية المقدمة للعراق في السنوات من 2012 إلى 2020 في شكل مساعدة إنسانية مباشرة وبرامج إنمائية ومساهمات لأنشطة المنظمات الدولية في العراق بنحو 12.5 مليون دولار.
رؤية و5 سنوات من الإنجازات
• ما رأيك في رؤية المملكة 2030 والمشاريع الجديدة؟
•• رؤية 2030 هي إستراتيجية ذات نطاق وطموح غير مسبوق، وحققت خلال السنوات الخمس منذ الإعلان عنها وبدء تطبيقها خطوات واسعة وإنجازات كبيرة نحو تحول الاقتصاد والمجتمع، والتغييرات واضحة في الحياة اليومية لمجتمع واقتصاد أكثر حيوية، كما لمسنا تطور الخدمات الإلكترونية بشكل هائل، وذلك بفضل التطورات التقنية والتحسينات التي أدت إلى انتشار الحكومة الإلكترونية.
وتحقق المشاريع في إطار رؤية 2030 وعدا بمحرك جديد تماما للاقتصاد، بما في ذلك النظام البيئي التصنيعي المتنوع، والسياحة، وتقديم أحدث الأبحاث والتطوير في المجالات المبتكرة، ونحن نراقب باهتمام كبير التقدم في المشاريع العملاقة، مثل نيوم، منتجع البحر الأحمر، وبعض المشاريع التنموية في الرياض التي تثير اهتمامنا مثل: مبادرات الشرق الأوسط الأخضر، ومبادرات المملكة العربية السعودية الخضراء، التي لا مثيل لها من حيث الحجم والطموح.
وإذا أردنا تلخيص رؤية 2030، فهي الوسيلة لإعادة اختراع المملكة وتمكينها من الوصول إلى كامل إمكاناتها، اقتصاديا واجتماعيا، بما يتماشى مع ثقافتها وتقاليدها.
جذور قوية ومجتمع فتي كريم
• بعد إقامتك في السعودية، كيف وجدت المجتمع السعودي؟
•• للمجتمع السعودي جذور قوية في تاريخه وتقاليده ودينه، ويتسم المجتمع السعودي باللطف وكرم الضيافة، وهو مجتمع فتي يتألف جزء كبير منه من الشباب التواقين للمشاركة في رحلة التحول الفريدة، كما نسمع كل يوم أخبارا جديدة حول نجاح العديد من الشباب من رواد أعمال ومبتكرين وفنانين سعوديين، وأود أن أعبر في هذا المقام عن مدى احترامي وتقديري لتقاليد التراث الوطني السعودي الذي حفر اسمه خالداً في ذاكرة التاريخ.
• ما المدن التي قمت بزيارتها في المملكة العربية السعودية؟
•• زرت أهم التجمعات في السعودية، بما في ذلك جدة والمدينة المنورة والساحل الشرقي الدمام والخبر والهفوف. كما تجولت في جميع أنحاء الرياض، وزرت مدائن صالح ومدينة العلا ونيوم وأخطط لزيارة جميع محافظات السعودية.
• هل لديكم إحصاءات عن عدد التشيكيين الموجودين في المملكة، وما انطباعاتهم؟
•• رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة، إلا أن هناك المئات من المواطنين التشيكيين يعملون في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء المملكة، وهناك أيضا مواطنون تشيكيون يعملون في الأعمال التجارية التي تتصل اتصالا مباشرا برؤية المملكة 2030، إضافة إلى بعض رواد الأعمال الذين يؤسسون أعمالا تجارية في المملكة، وأنا على ثقة بأن كل من يؤسس عملاً تجارياً في المملكة يحقق تقدماً هائلاً، حيث إن المملكة تطورت كثيراً عما كانت عليه منذ خمس سنوات. أضف إلى ذلك أن الكثير من المواطنين التشيكيين ممن زاروا المملكة أبدوا إعجابهم بها وبالمناظر الطبيعية الخلابة وبالآثار التاريخية الخالدة.
إجراءات لمواجهة كورونا
• كيف رأيت الأماكن السياحية في المملكة؟
•• تحرز المملكة تقدما كبيرا في تطوير السياحة، وهناك عدد من المشاريع الأخرى قيد الإعداد، والأماكن المختارة جذابة ومثيرة للاهتمام حقا، وتتطور صناعة السياحة في المملكة بسرعة كبيرة، وأتوقع أن تصل إلى كامل إمكاناتها خلال السنوات القليلة القادمة.
• كيف تنظر الدولة التشيكية إلى جهود المملكة في مواجهة جائحة كورونا؟
•• اتخذت المملكة إجراءات حاسمة منذ بداية الوباء لتأمين الصحة العامة، وحماية الاقتصاد غير النفطي الناشئ من تداعياته، وطبقت الحكومة السعودية عدداً من الإجراءات للتكيف مع الوضع الجديد وتداعياته، واستطاعت فعلاً التأقلم سريعاً مع الوضع العام مقارنة بعدد من الدول الأخرى، كما شهدت المملكة عملية إغلاق محكم باستثناء الحالات الإنسانية أو الاضطرارية التي أعلنت عنها المملكة. وبمقارنة أعداد الإصابات أو الوفيات نجد أن المملكة العربية السعودية من أكثر الدول استجابة لمواجهة تداعيات فايروس كورونا سواء على الصعيد الاقتصادي، أو المجتمعي، إذ أطلقت حملة تلقيح واسعة ساعدت على الحد من انتشار الفايروس، والمملكة واحدة من أبرز الدول التي استطاعت التصدي لهذا الوباء العالمي.
ونتيجة لهذه الجهود، جاءت المملكة واحدة من أوائل الدول غير الأوروبية التي تم إدراجها في القائمة الخضراء، وتم في الوقت نفسه الاعتراف المتبادل بشهادات التطعيم بسرعة كبيرة.
وأود أن أضيف أنه لدي تجربة شخصية مع التطعيم في السعودية، حيث التنظيم والأماكن والجهود والكوادر الطبية الجبارة التي تعكس اهتمام الحكومة الحثيث على مواصلة جهودها في التصدي لهذا الوباء العالمي، أضف إلى ذلك تطبيقي صحتي وتوكلنا، اللذين ساعدا بشكل كبير في تنظيم الجهود سواء في محاربة الفايروس أو سرعة الحصول على التطعيم في الوقت المناسب.
تحول ثقافي ورياضي وترفيهي
• هل هناك اتفاقيات مستقبلية بين السعودية وجمهورية التشيك خلال المرحلة القادمة؟
•• نتطلع حالياً للتصديق على اتفاقية خدمات النقل الجوي، كما بدأنا المفاوضات حول الشراكة الإستراتيجية بين بلدينا في العديد من المجالات، ونتطلع لتوقيع عدد من الاتفاقيات الأخرى في باقي المجالات.
• كيف ترى التحولات الثقافية التي حدثت في المملكة؟
•• حققت التحولات في المجال الرياضي والثقافي والترفيهي نقلة نوعية في المملكة بالسنوات الأخيرة، وهذا التغيير الهائل ساهم في خلق وإيجاد العديد من الفرص للصناعات المحلية الإبداعية، مثل: الأفلام والموسيقى والمسرح لتمضية أوقات الفراغ، وأتوقع أن تتسارع الوتيرة خلال السنوات القليلة القادمة مع تزايد عدد السياح الأجانب إلى المملكة، وأتوقع أيضاً أن تثري هذه التحولات كل أبناء المجتمع السعودي والأجانب.
• كيف ترى الوضع الحالي للعالم عموما، والتشيك خصوصا في ظل ظهور متحورات فايروس كورونا؟
•• ساهمت اللقاحات في تعزيز الجانب المناعي لمحاربة فايروس كورونا، ونحن على ثقة أن منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع المنظمات الصحية قادرة على تطوير اللقاح بما يتناسب مع تحور الفايروس، كما أن شركات الأدوية تعمل حالياً على تطوير اللقاحات وتعزيز فاعليتها ضد أي متحورات جديد للفايروس، والأهم من ذلك كله حالياً إعادة الاقتصاد العالمي إلى مساره الصحيح بعدما تأثر بجائحة كورونا.
خطط لجذب السياح السعوديين
• هل توجد خطة تشيكية لجذب السياح السعوديين خصوصا في مجال السياحة العلاجية؟
•• في ما يتعلق بالسياحة العلاجية، فإن جمهورية التشيك بالفعل معروفة جيدًا في المملكة، ونحن ندعم جميع المبادرات لزيادة الأعداد بشكل أكبر، ولدى جمهورية التشيك خطط طويلة الأجل لجذب السياح من السعودية، وخصوصا المهتمين بالعلاج الطبي والعلاج بالمنتجعات الصحية والعلاج الطبيعي، ويتم تنفيذ هذه الخطط من قبل وكالة السياحة التشيكية الحكومية التي تزور السعودية بانتظام وتنظم اجتماعات مع منظمي الرحلات السياحية المحليين بالتعاون مع سفارتنا. وساهمت جهود وكالة السياحة التشيكية في زيادة عدد السياح السعوديين.
• هل هناك تعاون وبرامج في مجال التعليم؟
•• هناك طلاب سعوديون يدرسون في بلدنا، وأعتقد أن هناك نحو 100 طالب سعودي في جمهورية التشيك، ونرغب في زيادة هذا العدد.
إدراج المملكة في القائمة الخضراء
• هل بدأت جمهورية التشيك في استقبال السياح؟
•• بدأت سفارتنا في قبول طلبات التأشيرة اعتبارًا من الأول من أغسطس لهذا العام، وفور إدراج المملكة في القائمة «الخضراء» تلقينا عددا كبيرا من الطلبات، وعلى الرغم من انتهاء موسم السياحة المعتاد حالياً إلا أننا نرحب دائماً بالسائح السعودي، وللراغبين في معرفة تفاصيل أكثر حول القواعد التي تفرضها جمهورية التشيك نأمل الاطلاع على صفحتنا الرسمية على موقع الإنترنت والتعرف على تفاصيل أكثر.
• ما دور التشيك في علاج المرضى السوريين في الأردن؟
•• يواصل الأردن استضافة ومساعدة مئات الآلاف من اللاجئين الإقليميين، معظمهم من سوريا، وتدرك الجمهورية التشيكية العواقب الوخيمة على الاقتصاد الأردني، ولذلك فهي تنفذ بالتنسيق مع الحكومة الأردنية برامج إنسانية لدعم اللاجئين السوريين؛ بهدف تحسين الظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين، وتفعيل الأنشطة التعليمية والترفيهية للأطفال والشباب، فضلاً عن تحسين سبل عيش الأسرة.