يجمع الشاب العشريني أدوات بسيطة يخلق بها عالمه الخاص، يعكف أحد الجدران لمدة ساعات طويلة، يرسم شخصيات يعشقها محبو الأفلام والمسلسلات ونجوم كرة القدم في مبادرة منه لتزين حوائط شارعه الذي ترعرع فيه.
فكرة الرسم على جدران شارع الإمام الشافعي بحي الخليفة في القاهرة، راودت عقل أحمد عيد، البالغ من العمر 25 سنة، بعدما بدأ مشواره طالباً بكلية الهندسة والتي لم يجد نفسه فيها ليغير دراسته إلى البرمجة وعمل بها لأكثر من 5 سنوات، لترجع فكرة الرسم مجدداً إلى خاطره بعد أن لاحظ ميله للرسم الحر.
محاولات عديدة نفذها الشاب العشريني ليشبع موهبته في الرسم، حيث صمم أكثر من ألف رسمة مستخدما البرامج الرقمية ولكنها لم تكن مرئية غير لدائرة أصدقائه ومعارفه، فأصر على تحويل فنه إلى الجميع عن طريق مبادرة، الرسم على جدران الشوارع «كثير من الحوائط عليها كلمات غير مناسبة لا تسر الناظرين»، وفقا لـ«عيد».
رسومات عيد تتنوع ما بين المشاهير في مختلف المجالات، حيث رسم نجم ليفربول الفز، محمد صلاح، وأسطورة الكرة المصرية محمود الخطيب، ونجم الكرة العالمية كرستيانو رونالدو، رغبة منه في طلاء حوائط البيوت والشوارع بوأشكال عصرية، بدلا من أن يطلي كل شخص بلون مختلف عن الآخر ويصبح هذا اللون بمرور الوقت باهتاً.
بدأ الشاب الحالم المبادرة بمفرده منذ 20 يوما حتى أصبح معروفا بين جميع سكان المنطقة، الذين سرعوا في مشاركته في الرسم والتزيين بل والبعض طالب منه أن يسهم في تجميل في شوارعهم برسمه.
ولم يكن الرسم في بداية الأمر سهل على عيد، نظراً لصعوبة طلاء جدران الحي لأن معظمها قديم ومتهالك، فيضطروا في البداية لإصلاحها بالمعجون ثم الدهان الأبيض وينتظروا وقتا كافيا حتى يجف، وبعدها يستخدموا الفي الرسم، ما يحتاج منهم وقت ومجهود كبير لإنجازه.
أحلام كثيرة تداعب قلب الشاب العشريني، في مقدمتها أن يستطيع كل شغوف بالرسم والفن الرقمي بنشر موهبته للملايين «حتى لو كان على الحيطان»، طامحا أن تكون شوارع مصر كلها مزينة بالجرافيتي ليعرف العالم كله جمالها.