| «أحمد» تبرع بـ30 مليون جنيه لإنشاء مدرسة: صدقة جارية على روح والدي

ذكراه لا تفارق باله أبدًا، فهو لم يكن أبًا فقط، بل كان عالمه الذي انهار برحيله، ليفكر أحمد عطية في طريقة لرد الجميل لوالده، وإنشاء صدقة  جارية على روحه، يتذكره بها الجميع، ويدعون له بالرحمة كلما وقعت أعينهم على اسمه، ولم يجد أفضل من بناء مدرسة تحمل اسمه؛ كي تكون الثواب الذي يشفع له في الآخرة.

يروي أحمد منير عطية، 47 عامًا، صاحب مبادرة «بالعلم نبنى وطن»، أنه أراد عمل صدقة جارية على روح والده، فلم يجد أفضل من بناء مدرسة، وذلك لحبه واحترامه للعلم، ولإنشاء جيل مثقف وواعٍ لرفع كفاءة التعليم في مصر، وأيدت أسرته القرار وشاركوا في بنائها: «كان في إجماع من الأسرة على بناء المدرسة، وطبعا في ناس كانت متضايقة، بس احنا كنا واخدين القرار».

أحمد: المدرسة صرح تعليمي صدقة جارية على روح والدي 

ويؤكد أحمد: «مش هاممني الفلوس على أد ما نفسي المدرسة تكون منارة علم للكل ويدعوا لوالدي بالرحمة»، مشيرا إلى أنه تمسك بحلمه في تخليد ذكرى والده بمسقط رأسه في طنطا.

في عام 2017 بدأ أحمد منير في السعي للحصول على التراخيص، وقدم طلبا لمحافظ الغربية بالرغبة في التبرع بنحو 30 مليون جنيه، وتمت الموافقة في العام التالي، وبنيت المدرسة على قطعة أرض مملوكة للدولة؛ إذ كانت قانونية ومزاله منذ عام 2010، وسجل اسم الأب عليها، لتصبح «مدرسة منير عطية الابتدائية» في منطقة العجيزي.

وبعد بداية العمل في المدرسة بفترة قصيرة، أسس أحمد عطية مبادرته، لتكون المدرسة أول فعالياتها، بحسب حديثه لـ«».

يحكى علي حسام الدين، 31 عاما، المنسق الإعلامي لمبادرة «بالعلم نبني وطن»، تفاصيل اختيار الموقع الجغرافي للمدرسة: «أسرة المرحوم منير عطية قررت التبرع لإنشاء مدرسة، عشان تبقى وقف خيري وصدقة جارية على روح والدهم»، مؤكدا أنها «مدرسة حكومية بس كأنها خاصة فيها ملاعب، والمهندس أحمد اختار أكثر منطقة شعبية في طنطا، وحولها لصرح تعليمي كبير».