عاشت ريهام محمد، 44 عاماً، حياة تقليدية، تتردد على أماكن بعينها لم تر غيرها طيلة سنوات شبابها الأولى، وبعد أن أنجبت طفليها، قررت أن تجعلهما يشاهدان جمال بلدهما وسحرها بعيون مختلفة، من خلال رحلات لأماكن لم ترها من قبل، راحت «ريهام» تستكشفها برفقتهما، وتعود لتخبر أصدقاءها عنها، بينما يبدأ الصغيران «عبدالرحمن وريم» التحدث إلى رفاقهما عن تلك المناظر الخلابة والأماكن الرائعة التى تتميز بها أم الدنيا.
سيوة والغردقة والصحراء البيضاء ونويبع ورأس شيطان وغيرها من الأماكن التى كانت تتردد عليها «ريهام» لتخبر صغيريها بجمال وطنهما خاصة أنهما يدرسان فى مدارس «إنترناشونال» وكانت تخشى عليهما أن ينسيا هويتهما: «بدأت أعزز جواهم حب وأخليهم يشوفوا جمال بلدهم علشان لما يسافروا بره يحكوا عنها ويكونوا زاروا معظم الأماكن فيها وابنى لما كبر سافر الصحراء البيضا لوحده ورجع مبسوط ومنبهر بالتجربة».
تحكى «ريهام» أنها بدأت تصطحب ابنها «عبدالرحمن» معها مع بداية بلوغه عمر الـ13 عاماً، حتى وصل الآن إلى 18 عاماً، وسافر لاستكمال دراسته فى الخارج: «كنت بشوف ابنى وهو بيحكى لأصحابه عن جمال بلده وبينشر تفاصيل رحلاتنا على السوشيال ميديا، كنت بفرح وهو دلوقتى خارج مصر واثقة إنه هيقدم أفضل صورة ودعاية لوطنه لأنه عرفه كويس وشاف جماله».
تقول «ريهام» إنها فى صغرها كانت تذهب مع أسرتها إلى العجمى فى الإسكندرية والساحل الشمالى فقط، لم ترَ جمال بلدها إلى بعد أن تزوجت وأنجبت وعزمت ألا تكرر هذا الخطأ مع ابنيها: «كنت باتمنى حد يخلينى أشوف جمال بلدى وأنا صغيرة وبالفعل أول ما أولادى بدأوا يكبروا كنت باخدهم معايا وكنا بنبقى صحاب أكتر من أم وأولادها».
تدرس «ريهام» تاريخ الأماكن جيداً كى تكون مرشداً سياحياً بدرجة أم تروى لهما التفاصيل وتحكى لهما أكثر عن كل مكان لتعزز لديهم حبه حتى يشتاقوا لعودتهم إليه مرة أخرى: «كنت بفرح أوى لما أشوف ولادى بيحكوا لأصحابهم عن الأماكن بنفس طريقة كلامى معاهم، وقتها بافهم إنهم اتأثروا والكلام اتحفر جواهم وحابين يحكوا عنه لغيرهم ويشجعوا أصحابهم يزوروه»، حالة من الانبساط والانبهار سيطرت عليهم بعد مشاهدة تفاصيل كل مكان.