عليكم بحسن الخط فإنّه من مفاتيح الرزق.. هكذا أمر الإمام علي بن أبي طالب بحسن الخط، حيث ترتاح الأعين عند قراءة الخط المنسق الجميل، وتختلف أنواع الخط باختلاف البلاد ولكن يظل الخط العربي له رونقه وطابعه الفني الخاص.
ذات يوم سمع الطفل عبدالله فياض ثناء مدرسيه وزملائه في المعهد الأزهري على خطه، الذي يكتب به الواجب المدرسي ولاحظ أن خطه مميز عن زملائه فعلًا لتبدأ أولى خيوط عبدالله فياض مع الخط العربي.
مرحلة كبيرة مر بها «فياض» حيث اختفت الريشة والقلم والفرشاة وحل محلها الرسم الديجتال والفوتوشوب والتقنيات الإلكترونية السهلة، ما جعل الشاب الأزهري، يشمر عن ساعده ليستكمل موهبته بشكل رقمي ونجح بالفعل.
حكى «فياض» لـ«» عن التحدي الذي واجهه حيث بدأت الريشة والقلم والكتابة التقليدية في الانقراض وأصبح من السهل الكتابة عبر لوحة المفاتيح باستخدام أحدث البرامج وبدون أي عناء إلا أن ذلك لم يروق لعبدالله فياض.
استعان «فياض» بفيديوهات على موقع يوتيوب واشترى الأدوات اللازمة لذلك، وتمكن من تطبيق الرسم بنفس الحرفية ولكن هذه المرة بدون القلم والفرشاة والريشة وباستخدام قلم إلكتروني وجهاز لوحي، وتمكن من المزج بين التراث والفن والتكنولوجيا، وابتكر طريقة جديدة لكتابة الأشياء برسمها فيكتب كلمة سيارة وبرسمه لسيارة وهكذا.
تخرج «فياض» في كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، ولكن ندهته نداهة الخط العربي الذي عشقه منذ طفولته ليبدع في تصميمات جديدة يمزج فيها الطابع اليدوي بالإلكتروني، ليُخرج روسومات خطية رائعة تراعي البعد الفني للخط العربي من ناحية وتقبل التطور التكنولوجي من ناحية أخرى.
رغم توافر مدارس الخط العربي إلا أن عبدالله فياض اكتفى بموهبته، وأثقلها بالقراءة في كتب أساتذة وفناني الخط العربي، ويأمل في أن يكون من رواد الخط العربي وأن يقدم المساعدة لكل من يبدأ في مجال الخط لعشقه الأزلي لهذه الفن الراقي.