| صدقة جارية لطبيب بيطري على قيد الحياة: «بعمل لآخرتي»

رغم طبيعة عمله الطبيب البيطري الشاقة التي تستدعي تواجده معظم النهار في الخارج وأن يكون تحت الطلب دائمًا، إلا أن ذلك لم يمنع «حماده عباس»، من الإمساك بهاتفه وكتابة بعض المنشورات البسيطة لتوعية الناس بأخطاء الصلاة، وكل ما يشغل تفكيره أن ما يفعله هو صدقة جارية على نفسه وعلى أصدقائه الذين فارقوا الحياة.

«حماده»، 27 عاما، طبيبا بيطريا من محافظة المنيا، لم يكتف فقط بالشهادة الجامعية بل قرر أن يدرس في كلية العلوم الشرعية والعربية أونلاين لمعرفة أصول الفقه: «أنا بحب العلوم الشرعية من وأنا صغير، ودرست على يد شيوخ، وبدأت من 4 سنين أكتب معلومات مبسطة أنا عارفها، عن الصلاة والضوء والأخطاء اللي بنقع فيها، في حاجات في الوضوء مثلًا، لو نسيناها فالوضوء كله باطل».

معلومات المنشورات كانت بطريقة مبسطة وسهلة نالت إعجاب جميع الأعمار وبينها الأطفال، ليقرر الشاب العشريني جمعها في كتاب: «حد اقترح عليا أجمع كل البوستات بتاعتي في كتاب، وفكرت لقيت إن دي أنسب طريقة يكون الكتاب والمنشورات دي صدقة جارية على روحي وعلى أصحابي اللي ماتوا، وفي ناس ساهمت معايا في الكتاب، ودار النشر مخدتش مني حاجة»، بحسب حديث «حماده» لـ«».

حماده: الكتاب صدقة جارية على روحي لما أموت

«الكتاب اتراجع من دكتور متخصص بالفقه ومكتوب بلغة عربية مبسطة».. كل من ساهم في طباعة الكتاب حصل على أجره نسخ منه:«في حوالي 150 نسخة أنا وزعتهم للناس اللي ساهموا معايا في طباعة الكتاب، وأنا وزعت نسخ منه مجانًا لمدارس في القرية عندي، علم وبنفع بيه الناس».

رفض الطبيب البيطري أن يحصل على أي مقابل مادي واتفق مع دار النشر على أن الكتاب صادر لوجه الله تعالى: «الكتاب بيتباع بـ25 جنيه، وربحه رايح صدقة، أنا عملته صدقة جارية على روحي لأن الموت الفجأة بقى منتشر أوي وفي أصحابي ماتوا وسابوني، قررت إني أعمل الكتاب صدقة جارية عليا ومستناش إن حد يعملها لما أموت».