العوهلي.. ومكتبة دار العلوم

لم يكن عبدالله العوهلي باحثاً عن الشهرة، إلا أنه ورفيق دربه محمد القاضي وجدا في الكتاب والحديث منه ضالتهما وقاما بتأسيس مكتبة (دار العلوم) وكان مقرها الأول في شارع (الستين)، ثم انتقلت إلى مبنى العقارية في الشارع نفسه، وتم إضافة قسم للكتب الإنجليزية وبديكورات فخمة من الخشب، لكن مذاق المكتبة في موقعها الأول مختلف، باعتباره كنزاً من الذكريات، فقد ساعد في ترتيب الكتب المرحوم محمد بن عبدالملك آل الشيخ، والشاعر المقل وصاحب الزوايا النارية عبدالكريم العودة، والفنان اللبناني المبدع أسعد شحادة، وأخوكم محمد علي علوان، وبقيادة المرحوم الوزير والشاعر والروائي الدكتور غازي القصيبي، وكان بنفسه يرتب معنا الكتب، ومعذرة إن نسيت أسماء بعض الأصدقاء والعتب على الذاكرة.

كانت هذه المكتبة مقصداً للمثقفين والوزراء، وأذكر منهم المرحوم د. الخويطر، والمرحوم سليمان السليم، ومن المؤكد أستاذنا عبدالله العلي النعيم. العوهلي كان من خريجي إيطالياً وكان يرتادها مرات عدة. يذكر أن والدي رحمه الله أسس مكتبة في مدينة أبها وأطلق عليها مسمى دار العلوم تيمنا بمثيلتها في العاصمة، وكانت أيضا مزارا مهما لمن يعشق القراءة والكتب من أبناء منطقة عسير والمثقفين بها، رحم الله الوالد والصديق عبدالله العوهلي، الذي كان نبراساً للجميع، فكرة الثقافة ليست جديدة أو طارئة على أبناء الشعب السعودي في جميع المدن غرباً وشرقاً وجنوباً وشمالاً. يا أبا راكان أن نوفيك حقك فذلك من المستحيل، ولا نملك لك إلا الدعاء بالرحمة والغفران والأهل بالصبر والسلوان.