رامان راجاف، قاتل متسلسل مضطرب نفسيًا يعمل في مدينة مومباي بالهند في منتصف الستينيات، ولد عام 1929 ومات في 1995، شخصت حالته بأنه مصاب بمرض انفصام الشخصية بعد اعتقاله.
في 13 أغسطس 1969، أعلن مسؤولون في بومباي بالهند أن رامان راجاف البالغ من العمر 40 عامًا وقتها حُكم عليه بالإعدام شنقًا، بعد إدانته بارتكاب جرائم قتل متعددة؛ إذ اعترف صراحة بقتل 41 رجلا وامرأة وطفلا، اختارهم عشوائيًا لمجرد أن يجرب متعة القتل، بحسب موسوعة «murderpedia» التي تُعتبر أكبر قاعدة بيانات للقتلة المتسلسلين والسفاحين في جميع أنحاء العالم.
لا يُعرف سوى القليل عن حياة راجاف المبكرة أو الظروف التي دفعته إلى ارتكاب الجرائم، ولكن سلسلة جرائمه هزت ضواحي مومباي بداية من 1966إلى أغسطس 1968؛ إذ كان يفترس سكان الأرصفة والأكواخ بضربهم حتى الموت في أثناء نومهم، ووقعت جميع جرائم القتل في الليل وباستخدام أداة صلبة وغير حادة.
رامان راجاف كان رجلا مشردا وله سوابق جنائية في سجلات الشرطة، بعد أن أمضى 5 سنوات في السجن بتهمة السرقة، اعترف بأنه قتل 23 شخصًا في عام 1966 على طول خط GIP، وهو خط سكة حديد شبه الجزيرة الهندية الكبرى، وحوالي 9 ضحايا في 1967، وما يقرب من اثني عشر شخصًا في عام 1968 في الضواحي.
ومع ذلك، من المحتمل أنه قتل أكثر من هذا العدد، الذي يصل إجمال إلى 42 ضحية، انتشر وقتها بسبب جرائمه قلق عام وذعر واسع النطاق في مومباي، فسكان الأحياء الفقيرة والشقق كانوا يخشون النوم في العراء أو مع نوافذ وشرفات مفتوحة.
الشرطة تلقي القبض على السفاح
تعرف مساعد مفتش الشرطة، أليكس فيالهو، على رامان راجاف من صور وأوصاف قدمها أولئك الذين رأوه، واحتجزه وفتشه بحضور شاهدين من المنطقة، وذكر وقتها أن اسمه «رامان راجاف»، لكن السجلات القديمة كشفت أن لديه عدة أسماء مستعارة مثل «سندهي دالواي» و«تلواي» و«آنا» و«تامبي» و«فيلوسوامي».
وجد المفتش مع رامان نظارتين ومشطين ومقص وحامل لحرق البخور وصابون وثوم وقطعتين من الورق عليها بعض الحسابات، وكان يرتدي قميصا وسروالا قصيرا عليه بقع دماء، وحذائه مليئًا بالطين.
التحقيق والمحاكمة
عُقدت المحاكمة الأولية لفترة طويلة، رفضه الإجابة على الأسئلة، ومع ذلك، بدأ في الرد على أسئلتهم بعد أن استوفت الشرطة طلبه بتناول أطباق الدجاج ثم أدلى بشهادة مفصلة وصف فيها سلاحه وطريقة عمله، وأن الدافع كان مجرد الشعور بمتعة القتل.
في البداية حاول الدفاع أن يثبت أن المتهم مجنون، لكن جاء تقرير من مصحة عقلية عن حالته يقول إن: «المتهم لا يعاني من الذهان ولا متخلفًا عقليًا، وذاكرته سليمة وذكائه متوسط ومدرك طبيعة أفعاله والغرض منها، وهو قادر على فهم طبيعة وموضوع الإجراءات المرفوعة ضده وليس مجنونًا بشكل موثق».
بهذا الرأي الطبي، استمرت المحاكمة، واعترف المتهم بأنه مذنب، وأثناء المحاكمة طبيب نفس، كان قد أجرى مقابلة مع المتهم في السجن في 5 أغسطس 1969، قدم أدلة على أن الأخير يعاني من الفصام المزمن المصحوب بجنون العظمة لفترة طويلة، وبالتالي لم يكن قادرا على فهم أن أفعاله كانت مخالفة للقانون.
الحكم النهائي
خفضت عقوبة رامان راجاف إلى السجن المؤبد؛ لأنه تبين أنه يعاني من مرض عقلي لا يمكن علاجه، وأودع في السجن وظل يخضع للعلاج في المعهد المركزي للصحة العقلية والبحوث، وخففت المحكمة العليا حكمه، لكن بعد بضعة أشهر توفي في مستشفى ساسون؛ لأنه كان يعاني من مشكلات في الكلى.