| آخرها «السيد البدوي»: إلغاء الموالد يُفسد حلاوة «الحمص»

كالذهب يتلألأ بصفاره اللامع، تتخطفه أيدى العمالة، لتنقيته وغربلته وتفصيصه، ليطل على زبائنه فى أشهى صورة، يحلى أفواههم فى المواسم والموالد، قبل أن يحل «كورونا» ضيفاً ثقيلاً عليهم، يُفسد الفرحة، ويعكر صفو الاحتفالات والمواسم، ويغير مذاق وحلاوة «الحمص».

فى قرية «شبرا بيل» بمحافظة الغربية، استعد رضا السيد، صاحب مصنع حمص وسمسم وفول سودانى، لموسم المولد النبوى الشريف والسيد البدوى قبلها بشهرين، قبل أن يعلم بإلغاء الأخير الأشهر بطنطا، ليستمر مسلسل الخسائر المتوالية منذ انتشار وباء «كورونا»، وعبّر عن ذلك بقوله: «كورونا أضر بالشغل، بسبب إلغاء الموالد، تكرر الوضع فى السيد البدوى، إبراهيم الدسوقى، الحسين وغيرها، وللأسف منتجاتنا تكون رائجة بها، ويزداد الإقبال عليها، حيث اعتاد مريدوها تناول الحمص والفول السودانى، وبالتالى البيع قل بنسبة تصل إلى 50%».

تصنيع الحمص والسمسم والفول السودانى يحتاج إلى عمالة كثيفة، ويحكى «رضا» أنه يستعين بـ30 عاملاً فى مصنعه، للعمل على مدار اليوم، وبالتالى تزداد نفقاته فى ظل انخفاض المبيعات، مقارنة بالسنوات السابقة فى هذا التوقيت، الأمر الذى لا ينطبق على مبيعات موسم المولد النبوى، حيث يقومون بالتوريد إلى المصانع والمحال الكبرى، بعيداً عن الزحام والإجراءات الاحترازية، كما هو الحال فى الموالد الشعبية.

وعن مراحل التصنيع، يوضح «رضا» أن منتجاته مصرية 100%: «يأتى الحمص من محافظة المنيا، يُنشر فى الأرض لمدة 60 يوماً تحت أشعة الشمس، تحديداً فى أشهر مايو ويونيو ويوليو، ويقلّب يومياً ثم يجمع من الأرض، ويأتى لنا فى المصنع، لتبدأ مرحلة الغربلة ثم التقشير والتفصيص وتنقية الشوائب، وهنا يكون جاهزاً للتوريد إما للمصانع لعمل حلوى الحمصية والفولية والسمسية، أو يورد للمقلة».

أما الفول السودانى فيأتى من «الصالحية» بمحافظة الشرقية، حسب «رضا»، ثم يدخل أفران التحميص أولاً، ومن بعدها تبدأ مرحلة التفصيص أو «الفرك» أى تقسم الحبة لنصفين، ثم مرحلة تنقية الشوائب، وإما أن يورّد أيضاً لمصانع الحلوى أو المقلات. وعن أسعار الحمص والسمسم والفول السودانى، أكد «رضا» أنها ارتفعت بنسبة 7% تقريباً عن العام الماضى، بسبب ارتفاع النفقات، وكغيرها من المنتجات: «نورّد للمصانع بالطن، ويُباع طن الحمص بـ30 ألف جنيه، والفول السودانى بـ32 ألف جنيه والسمسم نفس السعر».