وعلى مقربة من نيوزيلندا؛ شهدت مقاطعة فكتوريا الأسترالية الثانية من حيث الكثافة السكانية في أستراليا ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الحالات الجديدة أمس. وقالت حكومتها في ملبورن إنها رصدت 1377 إصابة جديدة، وأربع وفيات خلال الساعات الـ 24 الماضية. وأضافت أن عشرات من الحالات الأخيرة لطلاب المرحلة الثانوية الذين تم تأكيد تشخيص إصابتهم بالفايروس قبل سويعات فحسب من جلوسهم لاختبارات مهمة. ومن المقرر أن يبدأ رفع أطول إغلاق في العالم، الذي تعيشه ملبورن عاصمة فكتوريا اعتباراً من 26 أكتوبر الجاري، إذا تم تطعيم 70% من سكان ملبورن.
وأعلنت جزيرة ماكاو التابعة للصين أمس أنها قررت وقف خططها لفتح السفر من دون عزل صحي بينها ومنطقة جوهاي الصينية المجاورة. كما أعلنت استمرار إغلاق المدارس، التي كان مقرراً أن تعاود فتح أبوابها أمس (الإثنين)؛ في أعقاب اكتشاف إصابة جديدة بالفايروس لمواطن صيني يتنقل يومياً بين ماكاو وجوهاي.
وفي مشهد مفزع من مشاهد الأزمة الصحية الأمريكية المتفاقمة؛ نشرت «نيويورك تايمز» أمس (الإثنين) صورة مأساوية للوضع الصحي في ألاسكا التي تعد آخر ولاية أمريكية في أقصى شمال الولايات المتحدة تنم عن امتلاء المشافي بالمصابين بالفايروس، إلى درجة أن الأطباء يقومون بعلاجهم في ممرات المستشفيات. وكان نأي هذه الولاية في الطرف الشمالي القصي من أمريكا سبباً جعلها تنجو من الموجات الوبائية السابقة منذ اندلاع نازلة كورونا. وأضافت الصحيفة أن إمدادات أجهزة فحص كورونا تكاد تنفد هناك. ويقوم الأطباء بفرض قيود على استخدام أنابيب الأكسجين الطبي. وناشد حاكم ألاسكا الكوادر الصحية من أرجاء أمريكا أن يخفوا لنجدة ولايته. وقال أحد أطباء أكبر مستشفى في عاصمة الولاية أنكوراج إنه وزملاءه الأطباء وصلوا إلى مرحلة يتعين عليهم فيها اختيار من يجب أن يعيش، ومن يجب أن يموت من المرضى! وعلى رغم ذلك البؤس؛ فإن ألاسكا تشهد حركة نشطة لمعارضي القيود الصحية، والجماعات الرافضة للقاحات كوفيد19. وواصل المجلس التشريعي بالولاية أمس مناقشات بشأن ما إذا كان يتعين تمرير قانون يلزم السكان بارتداء أقنعة الوجوه (الكمامات). ويقول أطباء ألاسكا إن قانون ولايته من يعطيهم الصلاحية لتحديد المريض الأوْلى بالعناية الصحية.
سنغافورة.. الخيارات الصعبة
على رغم أن سنغافورة نجحت في تطعيم غالبية سكانها البالغ عددهم نحو 7 ملايين نسمة؛ إلا أنها تشهد زيادة مطّردة في عدد الإصابات الجديدة. فقد سجلت 2909 إصابات جديدة (الجمعة). وهو أكبر عدد من هذه الحالات منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد العام الماضي. غير أن وزارة الصحة السنغافورية حضت السكان على عدم الوَجَل؛ لأن نحو 98% من الإصابات الجديدة إما خفيفة، أو غير مصحوبة بأعراض، ما يعني أنه يمكن علاجها في المنزل، من دون حاجة إلى الذهاب للمستشفيات. وأشارت الوزارة إلى أن من أبرز أسباب ذلك أنه تم تطعيم 82% من السكان. ومعروف أن التحصين بلقاحات كوفيد19 يقلص احتمالات تدهور صحة المصاب إلى درجة توجب التنويم، أو تهدد بالوفاة. غير أن وزارة الصحة أشارت أيضاً إلى أن نحو 2% من الحالات الجديدة اضطر الأطباء إلى تنويمها بالمشافي. وقال وزير المال السنغافوري لورنس وونغ أمس، إن بلاده لم تعد تهتم كثيراً بعدد الحالات الجديدة، بل تركز على المرضى الذين أضحت حالاتهم خطرة، وضمان وجود طاقة استيعابية جيدة في المنظمة الصحية للعناية بهم.