– كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، اليوم الثلاثاء، تفاصيل اللقاءات التي تعقدها قيادة حركة حماس التي وصلت منذ يومين إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث عدة ملفات منها مع الجانب المصري وأخرى داخلية.
وقالت المصادر، إن وفد حماس أبدى تجاوبًا كبيرًا مع خارطة الطريق التي تسعى القيادة المصرية المضي بها قدمًا في الفترة المقبلة فيما يتعلق بملفات التهدئة بما يشمل صفقة تبادل أسرى، وكذلك ملف المصالحة الفلسطينية.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ “القدس“، فإن وفد المكتب السياسي لحماس برئاسة إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري، إلى جانب قيادات أخرى منها خالد مشعل وموسى أبو مرزوق، التقوا مع رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل، بحضور عدد من وكلائه ومساعديه، ومسؤولين الملف الفلسطيني بالجهاز.
ووفقًا للمصادر، فإن الاجتماع ركز على قضايا مختلفة من أبرزها ملف التهدئة مع الاحتلال والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، مشيرةً إلى أن حماس أكدت ضرورة تقديم تسهيلات أكبر عبر معبر رفح البري والسماح بإدخال المزيد من البضائع لصالح القطاع، والعمل على سرعة إنجاز ملف الإعمار.
وبينت المصادر أن وفد حركة حماس طالب الجانب المصري بتسهيل حركة المسافرين من وإلى قطاع غزة عبر معبر رفح، مشيرًا الوفد إلى المعاناة الكبيرة للمواطنين الذين يتنقلون عبره، ومعربًا في ذات الوقت عن تفهمه للحاجة الأمنية المصرية التي يفرضها الوضع الأمني في سيناء.
ولفتت المصادر إلى أن قيادة جهاز المخابرات المصرية أطلعت وفد قيادة حماس على اتصالاتها مع الجانب الإسرائيلي ومحاولة التوصل لتفاهمات تسمح باستمرار حالة الهدوء لفترة طويلة يتم خلالها تخفيف الإجراءات الإسرائيلية بشكل كبير على المعابر وحركة الأشخاص، وتقديم تسهيلات للتجار والعمال والبضائع التي كان يمنع إدخالها، والعمل على تنفيذ مشاريع ممولة دوليًا مثل مناطق صناعية وتحسين الوضع الاقتصادي للسكان.
وأكد اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية لوفد قيادة حماس، أن القيادة في القاهرة ستمضي قدمًا في ملف إعادة إعمار القطاع، وأن هناك الكثير من المخططات المتعلقة بهذا الملف ستنجز في وقت قريب، خاصةً مع بدء وفد هندسي أعماله بهذا الشأن.
وشدد المسؤول المصري، خلال اللقاء، على ضرورة التقدم وإحداث اختراق في ملف صفقة التبادل، وأنه يمكن التوصل لحلول وتفاهمات كخطوات أولية من أجل إتمام هذه الصفقة التي ستساهم بشكل كبير في الهدوء وتحسين الوضع بغزة.
ووفقًا لذات المصادر، فإن وفد حركة حماس، حمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن المماطلة في الصفقة، مؤكدةً أنه لا يوجد أي اختراق أو تقدم حقيقي في هذا الملف، الذي قد يستغرق إنجازه فترة أخرى وأن ذلك مرتبط بالموقف الإسرائيلي أكثر منه من موقف حماس، بحسب ما ذكرت المصادر.
وبينت المصادر أن رئيس جهاز المخابرات المصرية، أكد لوفد حماس ضرورة إحداث اختراق أيضًا في ملف المصالحة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القاهرة ستواصل مساعيها وستستأنفها عما قريب من خلال سلسلة لقاءات مع مختلف الفصائل بما فيها حركة فتح، والتواصل مع قيادة السلطة في رام الله من أجل وقف المناكفات الأخيرة المتجددة وإتاحة الفرصة أمام إمكانية تغيير الوضع بما يسمح بالاتفاق على بعض الخطوات التي تسمح بإعادة الوضع إلى ما كانت عليه قبل، والبحث في ملف الانتخابات من جديد.
وبحسب المصادر، فإن وفد حركة حماس أكد استعداده التام لاستكمال الحوار عند النقطة التي توقف عندها، مؤكدًا أنه مستعد للانتخابات كما أنه شدد على ضرورة أن تكون المصالحة على قاعدة الشراكة، ويتم وقف الاعتقالات السياسية والسماح بالحريات.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاءات مع المسؤولين المصريين ستستمر حتى انتهاء زيارة المكتب السياسي لحماس، والتي يتوقع أن تنتهي غدًا أو بعد غد على أبعد تقدير.
ووفقًا لذات المصادر، فإن المكتب السياسي لحركة حماس يضم عددا كبيرا من أعضائه من غزة والخارج وممثلين عن إقليم الضفة، وأنه عقد عدة اجتماعات لأول مرة بشكل وجاهي منذ انتخابه قبل أشهر، وأنه بحث العديد من القضايا السياسية وملفات تنظيمية داخلية.
عن القدس