إسلام الجيزاوي
عندما يرى مشاهدو الأفلام والمسلسلات الأجنبية المترجمة اسم «إسلام الجيزاوي» على أي عمل، يشاهدونه وهم في حالة من الثقة في أنه سوف يدرك كل تفاصيل هذا الفيلم بسهولة شديدة بفضل ترجمته الواضحة.
إسلام الجيزاوي، شاب مصري خريج تجارة عين شمس، يعد أشهر وأبرز مترجمي الأعمال الفنية الأجنبية في مصر والعالم العربي، مر بمراحل صعبة حتى يكتسب ثقة مشاهدي العالم العربي، رغم أنه ليس من دارسي اللغة الإنجليزية.
يقول إسلام الجيزاوي في حديثه لـ«»، عن بدايته مع الترجمة: «مجموعي في الإنجليزي مأهلنيش أدرسه، لكن حاولت أعلم نفسي بنفسي وبدأت أشتغل مدرس، لكن لاقيت إن العائد بتاعها قليل، فقررت أدخل مجال الترجمة، وقلت أجرب أترجم أول فيلم».
الجيزاوي: «أول فيلم ترجمته اتشتمت بعده كتير»
أول فيلم ترجمة لإسلام لم يكن بالطبع جديرا الثناء «أول فيلم جربت أترجمه كان فيلم هندي، وطبعا الترجمة كانت سيئة جدا، واتشتمت كتير جدا، بس فيلم مع فيلم لغاية ما ربنا أكرمني بقى مستوايا جيد، وكمان أصدقائي كلهم مترجمين بترجم معاهم وبيدوني نصائح، وأخدت كورسات أونلاين».
تطوير الترجمة ليس سهلا، ولكنه ليس صعبا في نفس الوقت، فأسلوب الجيزاوي الذي حسن به من مستواه في الترجمة يبدو نظريا سهلا، ولكن تنفيذه ليس هينا «بعد الكورسات بدأت أذاكر نحو وحسنت نفسي في العربي، وبعد 7 أو 8 سنين بقيت مترجم كويس».
مستوى إسلام في ترجمة الأفلام والسمسلات إلى العربية مر بعدة مراحل حتى صار بإمكانه إنجازه بدقة وبسرعة «في المتوسط بيستغرق الفيلم من 8 إلى 10 ساعات، ترجمة ومراجعة للأخطاء النحوية وآلية ظهور الكلام وتوقيته على الشاشة، ودا طبعا مش في يوم واحد، أما المسلسل ممكن ياخد 5 أو 6 ساعات».
أبرز المشكلات التي تواجه إسلام في الترجمة
أبرز المشكلات التي تواجه إسلام هي المصطلحات العامية «بعض المصطلحات العامية بتاخد وقت على أما تتعلمها وتعرفها وتتعود عليها، وتعرف إن دا مصطلح مش كلمة تترجم حرفيا، لكن بعد فترة بتكسب خبرة وبتعرف فين المصطلح والجملة العادية وفين الحاجة اللي ممكن تترجم حرفيا».
ليس هناك تعامل مباشر بين إسلام وأي موقع من مواقع القرصنة التي تنشر الأفلام «معظم ترجمتي مجانية، برفعه على موقع خاص بالترجمة، لكن مواقع القرصنة بتدخل تشوف أفضل جودة ترجمة وبترفع بها الأعمال، يعني بيدوروا على حاجة مضمونة، والترجمة دي اللي عليها اسمي مش بكسب منها ولا حتى جنيه واحد».
في النهاية أصبحت ترجمة الأفلام والمسلسلات الأجحنبية إلى العربية هي مهنة إسلام الجيزاوي الأساسية، بعدما كانت مجرد هواية «بقيت أشتغل تبع شركات خاصة، بيبعتولي شغل وبعمله، بس مش بتكتب اسمي لأنهم بيشتروا الترجمة».
يرى إسلام أن التنويه عن مشهد خارج أو عنيف في عمل ما يترجمه لا بد منه، ولكنه يضع ذلك في الأعمال المجانية فقط الموجودة عبر الإنترنت وليس في الأعمال التابعة للشركات الخاصة «أنا شخصيا بكتب تنويه عن المشاهد الخارجة، لازم أكتب، لأن بيكون في ناس قاعدة مع أهلها أو ناس مش بتحب الحاجات دي فبعرفه عشان يعديها وبكتب مشهد خارج بعد قليل مثلا، وكمان مثلا لازم اترجم الكلمات الخارجة بالترجمة غير الحرفية، أكيد مش هنترجمها حرفيا، أي حاجة خارجة بتبقى تبا لك أو عليك اللعنة».
خلال مشواره الذي يمتد إلى 8 سنوات أو أكثر، مر الجيزاوي بتجارب صعبة في الترجمة يحكي أن أصعبها «الأعمال اللي لها علاقة بالعربيات أو الطهي، بتكون صعبة عشان مش بفهم في المجال، وأصعب عمل تحديدا كان فيلم ديد بول، كل الجمل فيها توريات وكل جملة بتتقال مقصود بها حاجة تانية، يعني بترجم حاجة ومقصود حاجة تاني، كان 800 سطر، قعدت فيها 15 يوما، كنت بكتب تحت كل جملة هو المقصود إيه بالظبط».