في ثمانينات القرن الماضي، ذاع صيت رجل اسمه الدكتور سيبي، بأنه يعالج كل الأمراض، وظل ملجأ ملايين البشر، ومنهم مشاهير، حتى تم القبض عليه في نيويورك لممارسته الطب دون ترخيص.
زبائن «سيبي»، من المشاهير كان من بينهم مايكل جاكسون وجون ترافولتا، لكنه توفي مفلسًا في زنزانة سجن هندوراس في ظل ظروف غامضة في عام 2016، وعلى الرغم من تعاليمه المشكوك فيها والشكوك حول غسيل الأموال، لا يزال الدكتور سيبي يتمتع بشعبية حتى يومنا هذا، لدرجة أن أبناءه يواصلون التقليد الذي بدأه في الثمانينيات، بحسب موقع «all thats interesting».
من هو دكتور سيبي؟
ولد الدكتور سيبي ألفريدو بومان، في عام 1933 في إيلانجا، هندوراس، وتعلم لأول مرة عن العلاج بالأعشاب من جدته، التي ادعى أنها «معالج روحاني»، وكان كل ما تعلمه عن العلاج بالأعشاب هو من مجموعة متنوعة من التقاليد من أفريقيا وأمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، وفي النهاية، هاجر إلى الولايات المتحدة.
أثناء إقامته في كاليفورنيا، لم ينجح الدكتور سيبي في علاج في العديد من الأمراض، بما في ذلك مرض السكري والسمنة وضعف الانتصاب، وبعد ذلك، سافر إلى المكسيك وأصبح على اتصال بألفريدو كورتيز، أول شخص ادعى أن «سيبي» عالجه بنجاح من الأمراض، إذ كانت علاجات كورتيز هي التي ألهمت بومان لفتح عيادة أعشاب خاصة به.
عاد بومان إلى هندوراس، حيث صاغ ما أصبح يعرف بعيادة اسمها «د. سيبي سيل فود»، تقع في بلدة صغيرة في هندوراس، وأيضا بيعت منتجاته في الولايات المتحدة، ومن خلال هذه المنتجات بدأ في جمع قائمة من العملاء المشهورين.
خلاف سيبي مع مايكل جاكسون
خلال الثمانينيات والتسعينيات، جنى الدكتور سيبي مئات الآلاف من الدولارات من بيع المكملات العشبية لنجوم هوليوود، ولم يستغرق ألفريدو بومان وقتًا طويلاً ليصبح المعالج بالأعشاب الأشهر عند النجوم، وكان من بين عملائه ليزا لوبيز، وجون ترافولتا، وإدي ميرفي، وستيفن سيغال، وأكثرهم شهرة هو مايكل جاكسون.
في عام 2004، قبل وقت قصير من محاكمة جاكسون، ادعى بومان أنه نجح في علاج إدمانه على المسكنات والمخدرات، وزعم أنه شفي جاكسون من إدمانه باستخدام برنامجه «العلاج بالخلايا الكهربائية الحيوية الأفريقية»، والذي دفع له شقيق جاكسون فيه 10000 دولار.
ومع ذلك، لم تكن هذه الدفعة كافية لبومان، الذي رفع دعوى ضد جاكسون مقابل مليون دولار، لأنه ادعى أنه عالج جاكسون لمدة 6 أشهر، وأن هناك 380 ألف دولار فواتير غير مسددة.
ادعاءات الدكتور سيبي حول «العلاج بالخلايا الكهربائية بالغذاء» فقدت مصداقيتها باعتبارها علمًا زائفًا، إذ فندتها منشورات علمية شهيرة، إذ كشفت دراسة مستفيضة أجرتها جامعة «ماكجيل» أن العديد من ادعاءات بومان ليس لها أساس من الصحة.
في أواخر الثمانينيات، اتُهم الدكتور سيبي بممارسة الطب بدون ترخيص، وأحد أكثر معتقدات ألفريدو بومان إثارة للجدل أن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) لا يسبب الإيدز وأن العلاجات العشبية كانت كافية في علاج المرض، إذ ادعى أن لديه القدرة على علاج الإيدز في مرحلة ما.
في عام 1987، جرى تبرئته من هيئة محلفين من تهمة ممارسة الطب بدون ترخيص، لكنها شرعت في محاكمتة بتهمة الاحتيال، وفي النهاية، حكمت المحكمة بتسوية الأمور بعد دفع غرامة قدرها 900 دولار، ومنعه من تقديم أي مشورات علاجية أو بيع أي من منتجاته.
كيف مات دكتور سيبي؟
خلال مايو 2016، اتُهم بومان وشريكه بابلو ميدينا جامبوا، بغسيل الأموال بعد أن اكتشفت السلطات أنه يحمل أكثر من 37 ألف دولار نقدًا غير معلومة المصدر، ونُقل على الفور إلى سجن في هندوراس، حيث كان ينتظر محاكمته، وفي يونيو 2016، مرض بومان وتم نقله إلى المستشفى.
توفي سيبي في 6 أغسطس 2016 بسبب مضاعفات الالتهاب الرئوي، عن عمر 82 عامًا، ويعتقد العديد من أتباعه المخلصين أن وفاة الدكتور سيبي كانت نتيجة محاولة المؤسسة الطبية السائدة في أمريكا «إسكاته لقوله الحقيقة».
لكن ليس هذا هو الجدل الوحيد الذي يحيط بكيفية وفاة الدكتور سيبي، ففي عام 2019، تم إطلاق النار على مغني الراب نيبسي هاسل، الذي كان يعمل على فيلم وثائقي عن الدكتور سيبي، بعد خلاف مع صديق سابق، وعلى الرغم من عدم وجود صلة موثقة بين مقتل هوسل وموت بومان، إلا أن ذلك لم يمنع منظري المؤامرة من الربط بين الاثنين.
وحتى بعد وفاته، ظل الدكتور سيبي مشهورًا كما كان دائمًا، وتواصل ابنته كيلي، وهي واحدة من أطفاله الـ17، عملها في المركز الصحي للتجربة الهندوراسية للعلاج بالأعشاب في أتلانتا، جورجيا.