| «حمادة» يعيد الروح لـ«مكواة الرجل»: شريكتي في الحياة من 30 سنة

داخل محله الصغير شديد الحرارة في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، يقف منحنيًا طيلة ساعات النهار، يحرك بأحد قدميه قطعة حديدية تزن من 15 إلى 20 كيلو، بخفة وبراعة ينقل القطعة الحديدية الساخنة بين الملابس، ممارسًا مهنته التي ورثها عن والده.

عمل يبدو شاقًا لكن حمادة حلابة، صاحب الـ50 عامًا، يمارسه بحب كونه الإرث الذي تركه له والده، يحكي عن بداية عمله كـ«مكوجي رجل» لـ«»: «بقالي 30 سنة تقريبا بشتغل مكوجي رجل، دي صاحبتي اللي عمري ما استغني عنها، الناس ساعات بتستغرب مهنتي لأنها قديمة ومعدتش موجودة، لكن أنا اتعودت عليها ومفكرتش أغيرها».

«حمادة»: كثير من الزبائن عزفوا عن كي ملابسهم بمكواة الرجل

يعترف «حمادة»، أن كثير من الزبائن عزفوا عن كي ملابسهم بمكواة الرجل، واتجهوا إلى الكي بالبخار: «لكن فيه ناس بتتردد علينا وأسعارنا زي أسعار المكواة بالبخار، القطعة من 4 إلى 5 جنيه».

يرجع إلى سنوات مضت ويتذكر أنه في بداية عمله بالمهنة لم يكن يحبها: «مكنتش بحبها بس بقت شغفي في الحياة رغم تعبها، وبقدر أكوي بيها أي نوع من الملابس، فساتين زفاف أو ستاير أو عبايات بلدي رجالي وحريمي، وأنا شايف إن المكواة الرجل أحسن من اللي بالكهرباء».

كعادته يبدأ يومه بوضع المكواة في فرن للتسخين وتستمر لمدة نصف ساعة؛ لأنها تحتوي علي نسبة رطوبة عالية ويبدأ بالكي علي جزع من شجرة «التجزا»، إذ قام والده بصناعة اللوح الخشبي في منزله بعد قطعه من الشجرة: «كان بيجيبها خضرا وينشفها في البيت ويبدأ يستخدمها وبنسميها الدق علي عضم اللوح».

وعن عشقه للأداة الثقيلة التي يحركها بقدم واحدة، يوضح أنه ما زال متمسكًا بها لدرجة البحث عن كل جديد في كي الملابس ليستفيد بأفضل شكل مناسب يلائم صاحب الملابس ويحافظ علي بقائه: «هي بتاخد وقت أطول في الكي من المكواة البخار، لكن أنا مستمر وعندي زباين محافظ عليهم»، موضحًا أنه لو لم يتعلم تلك المهنة من والده لإختفت: «فيه أكتر من 6 محلات هنا بقوا اتنين أنا واحد منهم».