اضربوا الظاهرة في مقتل
من جانبه، تحدث أستاذ الإدارة التربوية والتخطيط بجامعة أم القرى الدكتور محمد عثمان الثبيتي، وقال إن خطورة الدروس الخصوصية تكمن في ركون طرفي المعادلة (الطالب والمعلم) إلى الأداء في أدنى درجاته على اعتبار أن الحل الأمثل يأتي في زيارات منزلية لمعلمي المواد للطالب في منزله أو الذهاب للمعلم في منزله؛ الأمر الذي يُعزز الكسل العلمي ويُعظِّم من الهدر التربوي الذي تتكبده الوزارة جرّاء الممارسات غير الأخلاقية، ناهيك عن إثقال ميزانية الأسر بمبالغ مادية كان من الأولى توجيهها إلى أوجه تنعكس إيجاباً على الأسرة بكاملها، وهذه السلوكيات التي دأب البعض من المعلمين على اتخاذها وسيلة لزيادة دخله المادي، يجب التصدي لها من عدة طُرق يأتي في مقدمتها الأسرة التي تُساهم في شيوعها بسبب التقاعس في القيام بدورها الأساسي المتمثل في المتابعة اليومية لأبنائها، ومعرفة نقاط القوة وتعزيزها ومواطن الضعف وتلافيها، ويأتي دور المدرسة في تكثيف المتابعة المستمرة لأداء المعلمين داخل حصصهم المدرسية وضمان أداء المعلم لواجباته بشكل يُحقق الغاية من وجوده في الميدان التربوي، ويأتي الدور المحاسبي من الإدارات التعليمية التي يجب أن تضرب بيد من حديد على كل مَن يقوم بضرب العملية التعليمية في مقتل نتيجة انتهاج بعض المعلمين الدروس الخصوصية ومعاقبتهم والتشهير بهم في مواقع التواصل الاجتماعي الرسمية لكي يكونوا عظة وعبرة لغيرهم ممن يتجرّأ على جعل الكسب المادي مقدماً على القيم التربوية الايجابية التي يجب أنْ تُغرَس في نفوس طلبتنا ويكبرون وتكبر معهم، بحيث تكون حاجزاً لصد ضعاف النفوس على اختراقهم والإساءة لأشرف المهن والقدح في معاقل صُنع الرجال.
استنزاف واستغلال
المشرف التربوي بمكتب تعليم الجموم بمكة المكرمة أحمد عبود باجابر، اتفق مع الآراء السابقة، ويرى أن انتشار الدروس الخصوصية و إعلاناتها في وسائل التواصل الاجتماعي ومثيلاتها له أثره السلبي في الاستنزاف المالي للأسر، إضافة إلى تعطيل مدارك الطالب في التفكير و الاستنتاج وذلك باعتماده على المعلم الخاص دون بذل الجهد حتى في حل الواجبات، كما أن المعلم الخاص غير مؤهل للمناهج الحديثة ولم يتدرب على الإستراتيجيات المناسبة لتدريسها مقارنة بالمعلم التربوي الذي نال كل مقومات التدريس الحديثة من تدريب وتطوير مهني.
كسب وتجارة
مديرة المدرسة الابتدائية الثانية بمحافظة الوجه هندية محمد الصائغ، تقول إن الدروس الخصوصية والإعلان عنها أصبحت تجارة كون أغلب الممارسين يعملون على حل الواجبات للطالب فقط دون تقديم مهارات أو معارف أو معلومات تذكر للطالب.