لا تتحقق الأحلام بالتمني، وإنما يصل إليها أصحابها من بوابة العمل الجاد والشاق فقط ولا شيء غيره، ومن هذا المنطلق عرف «نور» طريق الشقاء والسعي خلف رزقه منذ أن كان طفلا في الثالثة عشرة من عمره، حتى نجح في التخرج من كلية الشريعة والقانون، بعدما كان المعيل لنفسه ولمصاريف تعليمه طوال عدد من السنوات ليس بالقليل.
والحديث هنا عن نور الإسلام كامل يعقوب، الشاب صاحب الـ 23 عاما، والذي تخرج قبل أيام في كلية الشريعة والقانون شعبة الشريعة الإسلامية، ويقطن بقرية خربتا التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة بحيرة، وإلى جانب كل هذا يعمل كمساعد صنايعي سيراميك، نهارا وليلا محفظا للقرآن ولمبادئ اللغة العربية السيلمة لبعض الأطفال من أهل قريته، ويوم الجمعة إماما وخطيبا بأحد المساجد المجاورة لمنزله، حسبما يحكي «نور»، في حديثه مع «».
ويقول خريج الشريعة والقانون: «يوميا بشتغل من الصبح لغاية المغرب مع صنايعي سيراميك، وبعدها بروح على البيت، وأدي كُتاب لمجموعة من الأطفال، ومن بعد العشا لمدة ساعة بذاكر لطالب بالصف الأول الثانوي، مواد شرعية».
أعمال ومهن كثيرة
كل هذه الأعمال ليست الوحيدة في سعي وكفاج خريج الشريعة والقانون، حيث سبق له العمل في «بنزينة» وكذلك موظف «كول سنتر»، فضلا عن تجربة قصيرة في بيع الفاكهة، إضافة إلى عمله الحالي بصنعة تركيب السيراميك.
وحول لجوء ابن محافظة البحيرة للعمل والتنقل بين المهن المختلفة إلى جانب دراسته، يوضح «نور»: «أنا من أسرة بسيطة جدا، والدي بيشتغل صنايعي تصليح بوتاجازات وأفران غاز، فكان لازم أعرف طريق الشغل بدري عشان أقدر أساعد نفسي أني أوصل لحلمي»، مضيفا: «وأحاول أكون على الأقل حد محترم والده يتشرف بيه، الكفاح حلو وأنا بحب أكون مكافح».
غرض أساسي وحلم
ولم يكن الغرض الأساسي من عمل «نور»، إلى جانب دراسته، توفير ما يحتاجه هو فقط، بل أيضا محاولة المساعدة في توفير نفقات بيته، حسبما يؤكد في حكايته، متابعا: «لما كان ربنا بيوسع عليا، كنت بدي الجماعة في البيت جزء من الفلوس اللي ربنا رزقني بيها».
خريج الشريعة والقانون، امتلك موهبة القدرة على حفظ القرآن الكريم كاملا، كما أنه يجيد موهبة الإلقاء والخطابة، حسبما يكشف ابن محافظة البحيرة، مصرحا في نهاية حديثه مع «»، أنه يحلم بأن يصبح «حاجة كبيرة» في فن الإلقاء والخطابة.