تصنع الشابة الفلسطينية آية يوسف قصة نجاح في مخيمات اللجوء الفلسطيني؛ لتثبت للعالم أجمع أن العقل الفلسطيني أهلٌ للإنجازات، وقادرٌ على تحقيقها، ضاربًا عرض الحائط بكل ما يواجهه من عراقيل وصِعاب، خاصةً في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وتدرس ابنة مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، الهندسة المعمارية في الجامعة الأميركية، بمنحةٍ من مؤسسة عبد الله الغريز؛ لتفوّقها الدراسيّ، وهي الآن في السنة الرابعة من تخصصها.
المنافسة على الجائزة
“تميّز وذكاء” آية دفع المنظمة العالمية لجائزة التكنولوجيا، ومقرّها الولايات المتحدة الأميركية، لاختيارها واحدةً من أفضل 50 متأهلاً للتصفيات النهائية لجائزة “Chegg Global Student” لعام 2021، التي تمنح للطلبة الأكثر تأثيرًا في العالم، للمرحلة الثانوية فما فوق.
وتوضح آية لـ”قدس برس” أنها اختيرت من 3 آلاف و500 مرشح، من 94 دولة حول العالم؛ بسبب “تأثيرهم الحقيقي على التعليم، وحياة أقرانهم، والمجتمع من حولهم”.
وبيّنت آية أنها “تعمل حاليا في برامج الأمم المتحدة لتوجيه الشباب حول العالم”، كما أوضحت أنه أتيح لها فرصة الدخول في شراكة مع اثنين من زملائها “صانعي التغيير”، ممن لديهم الرؤية والرسالة والأهداف ذاتها، وعملوا معًا على إنشاء وتأسيس فريق “To Read”؛ لتقديم الخدمات الأكاديمية لطلبة الثانوية في لبنان، ولدعم المجتمع باستمرار.
صانعة تغيير
وتشير إلى أن اختيارها للمشاركة في التنافس على الجائزة؛ لكونها “صانعة تغيير، تسعى دائمًا إلى إحداث تأثير وتطوير إيجابيّ في مجتمعها”.
وتقول آية: “أرى أن ما حققته قيمة مضافة لا يمكن للجميع تحقيقها أو الحصول عليها ببساطة، وما ميّزني عن غيري هو خلفيتي وكيفية تعاملي مع الكثير من الإنجازات حيث استطعت تحقيقها في مدّة زمنية قصيرة، على الرغم من أنني كمقيمة في لبنان أمرّ بأوقات عصيبة للغاية”.
وتتابع: “في عام 2017، رشحت من مشروع توحيد الشباب اللبناني (ULYP) لجائزة السلام العالمية للأطفال، واختاروني واحدة من أفضل ثلاثة طلاب من لبنان”.
كما أشارت آية إلى أنها بدأت شخصياً في ملاحظة وجود مشكلة في الوصول إلى الموارد المناسبة والكافية المتعلّقة بالجامعات والمنح الدراسية في لبنان، فعملت على توجيه زملائها في الفصل لفرص المنح الدراسية المتاحة لهم، وساعدتهم على التقدم للجامعة.
وتضيف: “تطوعت في المدارس لتوجيه خريجي المستقبل خلال عملية التقديم للجامعة وإخبارهم عن المنح الدراسية المختلفة، وقد وصل عدد الطلاب حتى الآن إلى 300 طالب”.
تحديات وحلول
ولمواجهة الصعوبات المالية، تعمل آية في وظائف بدوام جزئي، كما تصمّم نماذج أولية للهندسة المعمارية خلال الصيف، وتخطط لبدء دروس خصوصية، وإنشاء منصة لتقديم دروس في الهندسة المعمارية، ثم التوسع إلى التخصصات الأخرى لتزويد الطلاب بالموارد المناسبة حول استخدام الأدوات والبرامج المختلفة.
وتكشف آية أنها إذا فازت بالجائزة التي تبلغ قيمتها مئة ألف دولار، ستستثمر نصف أموالها في إنشاء مركز لمشاركة المهارات والمعرفة في مخيمها، ثم التوسع إلى مخيمات أخرى.
وتضيف: “سأخصص أيضا بعض الأموال لتحسين المساحات الخارجية للأطفال للعب فيها، بالإضافة إلى الاستثمار في المعدات لإنشاء برامج تعليمية مجانية لطلاب وطالبات الثانوية والجامعات”.
وتنطلق آية في مبادراتها من مبدأ “أنّ الابتكار يأتي من مشاركة المعلومات بسهولة وسلاسة بدلاً من تكديسها”.
وفي رسالتها إلى الشباب الفلسطيني في المخيمات، دعت آية إلى التحلي بالثقة والتمسك بالأمل، وحثتهم على عدم الاستسلام رغم قلة فرص العمل المتاحة وسط الوضع الاقتصادي الصعب.