قائد سابق بالجيش الإسرائيلي: استنفدنا كل ما نستطيع فعله في غزة ونتنياهو لا يريد إبرام اتفاق مع حماس

قال قائد سابق في الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه لا يدري ما الذي يفعله الجيش في قطاع غزة حاليا بعد أن استنفد كل ما يستطيع فعله، مشددا على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يريد إبرام اتفاق مع حركة حماس.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وقال القائد الأسبق لشعبة العمليات بالجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف، لإذاعة” 103 إف إم” المحلية: “لا أدري ما الذي نفعله في غزة حاليا”.
وأضاف: “باستثناء عودة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين من غزة)، الأمر غير واضح لي، لقد استنفدنا كل ما يستطيع الجيش فعله”.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير إسرائيلي بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وقبل أيام، قال نتنياهو إنه لن ينهي الحرب على غزة قبل تحقيق أهدافها، فيما تؤكد حماس أن إصراراه على استمرار الإبادة وعدم سحب جيشه من القطاع يعرقل التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
ورغم الإبادة المستمرة في غزة منذ أكثر من 14 شهرا، تعجز إسرائيل عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة للحرب، ولا سيما استعادة الأسرى من القطاع والقضاء تماما على قدرات حماس.
وشدد زيف على أن نتنياهو لا يريد إبرام اتفاق مع حماس قائلا: “نتنياهو لا يريد إعادة المختطفين.. لا يبدو أن إسرائيل تريد حقا هذه الصفقة، فكل شيء يتلخص في قرار واحد، وهو وقف القتال”.
والثلاثاء، عاد الوفد الإسرائيلي المفاوض من قطر لإجراء “مشاورات داخلية”، بعد أسبوع من المفاوضات بشأن غزة.
وفي اليوم التالي، أعلنت حماس تأجيل التوصل لاتفاق بسبب وضع إسرائيل شروطا جديدة تتعلق بالانسحاب والأسرى وعودة النازحين.
كما اتهم مسؤولون في فريق التفاوض الإسرائيلي، في اليوم نفسه، نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس بالإدلاء بتصريحات تضر بالمفاوضات غير المباشرة مع حماس.
وجاء ذلك بعد تصريح كاتس بأن “السيطرة الأمنية على غزة ستبقى في أيدي إسرائيل، وستكون هناك مساحات أمنية ومناطق عازلة ومواقع سيطرة بالقطاع”.
فيما قال نتنياهو لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الجمعة، إن “الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس تماما”، و”إسرائيل لن تقبل بوجودها على حدودها”.
وأكدت حماس مرارا خلال الأشهر الماضية استعدادها لإبرام اتفاق، بل أعلنت موافقتها في مايو/ أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
غير أن نتنياهو تراجع عن المقترح بطرحه شروطا جديدة أبرزها استمرار حرب الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة، بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بإنهاء الإبادة بغزة.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.