بكمية ضئيلة من المياه وخطوات حذرة، نقشت 5 لوحات فنية زاهية بريشتها البسيطة على ظهور 5 صراصير، تلك الكائنات التي يؤول مصيرها أقدام وأحذية البشر، ورغم أنها ليست هوايتها إلا أنها تعشق الرسم، وتهوى «فان جوخ» ربما لأنه كان رائدًا ومدرسًا، مثل ما تأمل هي بعد تخرجها من كلية التربية.
دنيا جمال، 23 عامًا، يدفعها حبها للرسم دائمًا منذ صغرها لابتكار مشاريع جديدة ومختلفة، ومن هنا تنبع فكرة رسوماتها على ظهور الصراصير، وتحويل شيء قبيح ومخيف بالنسبة لها إلى منظر جميل «حبيت أعمل شكل جديد وحاجة مختلفة وفكرة مبتكرة».
تقول دنيا لـ«» إن الصور المرسومة بأيديها على ظهور الصراصير من رسومات الفنان الهولندي فينسينت فان جوخ، المعروف بنقاء رسوماته التشكيلية، وكأن لوحاته حية لها لسانِ وفمِ تنطق به بتلك الالبارزة، وهي الميزة التي تحرص الفتاة العشرينية على إضفائها بمشروعها العجيب.
مصاعب واجهت مشروع الرسم على الصراصير
تجد دنيا مصاعب شديدة حال تعمقها في هذه الفكرة الآن، ولا تدري كيف تجرأت لتنهي مشروعا كهذا يتلخص في رسم عدة لوحات من تصاميم فنان عالمي على ظهر كائن متوحش ومثير للاشمئزاز من وجهة نظرها «أنا بمنتهى الصراحة كنت قرفانة وخايفة جدا، بس أصريت على الفكرة ونفذتها»، لكن سرعان ما تسترجع جرأتها وتبدأ في خوض التجربة الغريبة.
عايشة ولا ميتة؟.. هكذا تحكمت في الصراصير
تثبيت الصراصير لإنهاء رسم التصاميم لم يمثل صخرة يصعب تحطيمها لتنهي دنيا مخططها «استخدمت نوع من أنوع المبيد الحشري ورشيته على الصراصير، وبمجرد موتها بدأت أرسم بالمياه عليها بأقل جهد وبحذر شديد جدا عشان الضهر ميتكسرش، وخلال ساعتين أو تلاتة لاقيت نفسي خلصت».
تحكي دنيا، التي تخرجت في كلية التربية قبل عامًا واحدًا «أنا بشوف الجانب المُشرق مش المُظلم، في كتير تعليقات سلبية وردود مش حلوة خالص على فكرتي، بس أنا أخدت التعليقات الكويسة وهعمل بيها، والفترة اللي جاية إن شاء الله هعمل حاجات كتير شبه كدا».