لا يقتصر الاحتفال بالمولد النبوي على المسلمين فقط، فأقباط مصر يحتفلون أيضًا بشراء الحلوى لكبارهم والعروسة والحصان لصغارهم، وهو ما يعكس روح المحبة وأواصر الترابط القوي بين قطبي المجتمع المتواجدة منذ القدم والمكوّن الرئيسي لنسيجه.
أمام أحد محال بيع حلوى المولد النبوي بوسط البلد وقفت هبة فايز تسأل عن أسعار هذا العام وتفاضل بين العلب والأنواع التي ستختارها، فقد اعتادت كل عام على الاحتفال مع جيرانها المسلمين بشراء حلوى المولد، تحكي «هبة» لـ«»، أنها تحب حلوى المولد بشدة وتنتظرها من العام للعام.
مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي والشوادر التي تتزين بالعروسة والحصان تُشعر «هبة» بالسعادة: «متعودة كل سنة أحتفل مع المسلمين، عادة عمرها ما اتقطعت من بيتنا، كل سنة باشتري حلويات مولد النبي ليا ولأخواتي»، مضيفة أن حبها وارتباطها بأعياد واحتفالات المسلمين كحبها لأعيادهم.
خرجت نرمين عاطف، من محل حلوى شهير بمنطقة الدقي، يبدو الصليب ظاهرا في يدها بينما يدها الأخرى تحمل علبة حلوى المولد اشترتها للتو، مؤكدة لـ«»، أنها تحرص على هذه العادة منذ سنوات، تشتريها لأسرتها وتقدمها هدية للبعض: «بنحب كل الحلويات وبنحب نغير فيهم كل سنة، وأساسي بنجيب السمسمية والفولية والحمصية والنوجة، ولما تظهر أنواع جديدة بنجربها».
آية شعبان، بائعة في محل حلوى بوسط البلد، لاحظت إقبال المسيحيين على شراء حلوى المولد النبوي، مؤكدة أنه طقس احتفالي للمصريين كلهم: «اتعودنا إن كل احتفالاتنا مع بعض، زي ما بيحصل في شهر رمضان».
وأكدت «آية» أن التجار يتسابقون على طرح أنواع جديدة من الحلوى تحظى بإقبال الجميع، وفي الوقت نفسه لا تكون أسعارها مرتفعة: «كل الأنواع القديمة زي السمسمية والفولية وكل أنواع المكسرات الإقبال عليها كبير، والأنواع الجديدة الناس بتاخدها على سبيل التجربة».