سلط تقرير إسرائيلي، اليوم الأربعاء الضوء على ما يجري في مخيم جنين والفشل الرسمي لمؤسسات السلطة الفلسطينية الأمنية في لعب الدور الذي تلعبه في بقية المحافظات عبر بوابة التنسيق الأمني.
وذكر تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أنه قبل حوالي أسبوعين، تجمع مقاومون في مخيم جنين للاجئين في عرض عسكري بهدف ترهيب “إسرائيل”، إلى جانب المقاومين الذين كانوا يقفون على منصة في أحد شوارع المخيم، ظهر فلسطينيون يرتدون أكفان بيضاء، كانت وجوههم مغطاة وأسلاك كهربائية بارزة من السترات التي كانوا يحملونها، كانت هذه الصور شائعة في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، لكنها اختفت منذ ذلك الحين من المشهد في الضفة الغربية.
وبحسب الصحيفة العبرية فإن الأكفان البيضاء رمزت في الانتفاضة الثانية إلى الفلسطينيين الذين كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات فدائية في قلب المدن المحتلة عام 1948، مشيراً إلى أنه ليس من المؤكد أن السترات التي ظهرت منذ أسبوعين كانت معبأة بالمتفجرات، لكن الرسالة كانت مهمة.
وزعمت الصحيفة أن قوة ونفوذ حركة الجهاد الإسلامي في المخيم بمثابة بؤرة نفوذ للجهاد الإسلامي في الضفة الغربية ككل، وقد ساعدها الحد من الاعتقالات بسبب كورونا والانتخابات على إعادة تنظيم نشاطاتها وتوسيعها.
وذكرت يديعوت أنه ولأسباب عملياتية، قررت “إسرائيل” تقليص نطاق القوات التي قامت بتأمين منطقة التماس والجدار الفاصل في المنطقة. وقد أدى هذا الوضع إلى زيادة حجم تهريب الأسلحة.
وأردفت الصحيفة: “منطقة جنين مليئة بالأسلحة: M-16 ، كلاشينكوف، بنادق بدائية الصنع من طراز كارلو، مسدسات، مختبرات لإنتاج المتفجرات والعبوات الناسفة”.
ولفت التقرير أنه ومنذ بداية وباء كورونا، أغلقت “إسرائيل” الحواجز بينها وبين السلطة الفلسطينية أو قلصت النشاط هناك، في إشارة إلى حاجز جلبوع (الجلمة)، الشريان الاقتصادي الرئيسي لجنين.
وادعت الصحيفة أن هذا الوضع لعب لصالح الجهاد الإسلامي في جنين بشكل عام وفي مخيم اللاجئين بشكل خاص اكتسبت الحركة، التي كانت قوية بالفعل هناك، المزيد من القوة على عكس المخيمات الأخرى، مبيناً أنه داخل مخيم جنين للاجئين، يتم إجراء تدريب عسكري للمقاومين بشكل منتظم.
وسلط التقرير الضوء على الشراكة المصيرية النادرة بين الفصائل: على عكس الاستقطاب القائم في الخارج بين حماس وفتح، على سبيل المثال، داخل المخيم، يقاتل المسلحون من مختلف الفصائل جنبًا إلى جنب.
واستكمل: “لهذا السبب قام مخيم اللاجئين بتقليد نموذج غزة في الغرفة المشتركة بين جميع الأذرع العسكرية: الجهاد الإسلامي، حماس ومقاتلون من فتح، الذين ما زالوا يصرون على تسمية أنفسهم كتائب شهداء الأقصى، على الرغم من أنها لم لم تعد موجودة بالفعل وتم حلها، القاسم المشترك بينهم الرغبة في محاربة إسرائيل بكل الطرق”.
وبحسب يديعوت فإن عمل الغرفة المشتركة في مخيم جنين يبدأ فور ورود تقرير عن نشاط لجيش الاحتلال الإسرائيلي في المخيم أو في إحدى القرى المجاورة، إذ يتم تبادل الرسائل باستخدام الرسائل النصية أو واتس أب، بالإضافة إلى ذلك، يوجد في الغرفة المشتركة مجموعة من المراقبين، تتمثل مهمتهم في تصوير وتعقب وتحديد أي حركة مرور مشبوهة في المنطقة – بما في ذلك المركبات السرية.
ونوهت الصحيفة إلى أن هناك ظاهرة فريدة تحدث في جنين هي تشجيع حماس على تحويل الجهاد الإسلامي إلى مساعد قوي لها في المنطقة، ففي الأشهر الأخيرة، كانت حماس تمول العمليات العسكرية للجهاد، والأخيرة تستخدم هذا التمويل لشراء أسلحة في محاولة لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
وقال مصدر في المخيم إن حركة الجهاد الإسلامي لديها قائمة بالعمليات التي يجب تنفيذها، توزع على المجموعات العسكرية.
وتابعت الصحيفة: “هؤلاء الشباب يخضعون أولاً لتدريب عسكري داخل منطقة المعسكر. في الأشهر الأخيرة، أصبحت منطقة حاجز الجلمة، بين “إسرائيل” وجنين، أيضًا منشأة تدريب، حيث يطلق مقاومون فلسطينيون من المخيم ومحيطه النار عليه ويرشقوه بقنابل أنبوبية”.