الأحلام لا يقيدها عمر، هذا ما ينطبق على طفل في بداية العقد الثاني، قرر أن يتمسك بحلمه منذ نعومة أظفاره، فاستقل دراجة، وحمل على ظهره حقيبة بها مجموعة من الكتب والروايات، ليتجول بها داخل شوارع مدينة فاقوس، ليصل في النهاية إلى مبتغاه وهو أحد القراء الذي قد طلب منه مسبقًا، كتابًا أو رواية، ليتركه له ويعود بثمن الكتاب، في مشهد تملأه البهجة والسعادة بهذا الإنجاز الذي حققه، تستعرض «» في السطور التالية قصة أحمد وكيف بدأت الفكرة معه.
«أحمد» يروّج لبيع كتبه من خلال «فيس بوك»
أحمد سعيد، طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، وطالب بالصف الأول الإعدادي، يسافر من مدينته «فاقوس» بمحافظة الشرقية إلى معرض الكتاب والمكتبات بالقاهرة؛ لشراء الكتب والروايات ليعرضها بعد ذلك على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» للبيع، ثم يتلقى اتصالًا من أحد القراء لحجز وشراء الكتب، ويوصلها له الطفل بعد ذلك.
بداية الفكرة بزيارة لمعرض الكتاب
نشأ «أحمد» في أسرة تحب القراءة، فتمتلك والدته الكثير من الكتب والروايات، وشجعه ذلك لقراءة بعض صفحات الكتب من حين إلى آخر، ولكنه لم يتفرغ لقراءة كتاب كامل أو تخصيص وقت للقراءة، فهو كمثله من الصغار يحب تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والألعاب خاصة ألعاب الفيديو الذي كانت تأخذ الكثير من وقته.
من 6 إلى 8 ساعات يوميًا كان يستخدم «أحمد» الهاتف، وهو الأمر الذي أثر بشكل ملحوظ على بصره، فقرر الاستغناء عنه واستثمار وقته في شيء مفيد، وعند زيارته لمعرض القاهرة الدولي للكتاب للمرة الثانية مع والدته، جذب انتباهه هذا الكم الهائل من الكتب التي تحمل الكثير من المعلومات والقصص المفيدة، وفي أثناء هذه الزيارة أهداه أحد الكتاب مجموعة من الكتب، لتكن نقطة البداية لزيادة اهتمامه بالقراءة وحضور ورش الكتابة.
دعم الأسرة لفكرة «أحمد»
مع غوص «أحمد» في القراءة لفترة، بدأت تراوده فكرته في نشر ثقافة القراءة والتخلي عن الهواتف، وفي اليوم التالي جمع الطفل مبلغًا من المال كان يدخره لشراء دراجة، وعرض فكرته على والده الذي أبدى إعجابه الشديد بها، وساعده بالجزء الذي يحتاجه من المال لإكمال ثمن الدراجة وشراء الكتب.
وجد «أحمد» منذ بداية طرح فكرته دعمًا كبيرًا من والديه وأقاربه والمحيطين به من أهل مدينته، وقرر أصدقاؤه تكوين فريق لمساعدته في تسويق الكتب، الأمر الذي دفع الطفل لتوزيع هدايا من الكتب وإعارة كتب أخرى، في محاولة منه لنشر ثقافة القراءة.