أبو أحمد فؤاد يكشف عن خلافات مع السلطة الفلسطينية حول إعمار غزة.. وهذا ما أبلغناه للقاهرة

قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، اليوم الخميس، إن ما يحدث داخل معتقلات الاحتلال من اعتداءات على الأسرى، ليست قضية أبناء حركة الجهاد الإسلامي فقط، بل قضية أبناء الشعب الفلسطيني كافة.

وأكد فؤاد، في تصريحات إذاعية، أن الجبهة الشعبية “ستكون في المقدمة لمساندة الأسرى، وستقدم كل ما يطلب منها، ورفاقنا في سجون الاحتلال مستعدون بالسير في الاتجاه المتفق عليه من قبل الجميع”.

وأضاف “يجب أن نعبّر عن الدعم والإسناد للأسرى في سجون الاحتلال في كلّ مناطق تواجد شعبنا، وقرارنا واضح، وسنضع كلّ إمكانياتنا في الميدان لما يريده الأسرى، سواء كان على صعيد الحراك الشعبي في الضفّة وغزّة، أو المخيمات الفلسطينية في الخارج”.

وتابع “نحن على استعداد أن ننفّذ ما اتّفقنا عليه مع الفصائل الأخرى وخاصة مع الجهاد الإسلامي، وسنعمل على توحيد جهودنا وإمكاناتنا لمنع التطاول على الأسرى، ويشمل ذلك إمكاناتنا العسكرية”.

وبخصوص الزيارة إلى مصر، قال أبو أحمد فؤاد: زرنا مصر بدعوة من قبل الطاقم المعني بمتابعة القضايا الخاصة بفلسطين وملف غزة، وكانت اللقاءات مع المصريين جدية وإيجابية، لأن الطرف المصري يبحث عن مساعدة الوضع الداخلي الفلسطيني، مع شعورهم بحالة الإرباك على الصعيد الداخلي الفلسطيني.

وأكد أن المصريين بادروا ليبحثوا معنا بشكل رئيسي كيفية الخروج من هذا المأزق الذي يعيشه الوضع الداخلي الفلسطيني، خاصةً وأن معركة سيف القدس كان يجب أن تشكل مدخلاً رئيسياً للاتفاق على أسس سليمة.

وأردف: ما أنجزته معركة سيف القدس ضاع في مشاكل الحراك السياسي من قبل القيادة المتنفذة، والبعض يحاول أن يكرس الانقسام.

وأشار إلى أن النقاش الذي جرى مع المصريين كان جوهره كيفية الخروج من مأزق الانقسام، قائلاً “ونحن عبرنا عن رأينا وقلنا إن استمرار الانقسام مدمر للقضية الفلسطينية”.

وأوضح أن كل الفصائل متفقة على مجموعة من الخطوط العريضة مثل إلغاء اتفاق أوسلو وإنهاء التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بالكيان وإجراء الانتخابات، وكل هذا لم يحدث، كما قال.

وتابع “الأخوة المصريون تفهموا وجهة نظرنا، وهم يعرفون رأينا حول مرجعية منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، ومن هنا قلنا إنه يجب البدء بانتخابات المجلس الوطني قبل المجلس التشريعي”.

وأضاف “قلنا للمصريين إننا سنقدم اقتراحات لهم ولكل الفصائل، وهذا يتطلب جهداً استثنائياً لجميع مكونات الشعب الفلسطيني”.

وأفاد بأن الجبهة “تدعو لحوار يضمّ الجميع، وبدون الحوار تبقى المواقف مشتتة ونعطل المسيرة الداخلية وهي مسيرة المقاومة”.

وبين أن الوفد “طرح موضوع غزة وما يعانيه شعبنا في القطاع، وبعد سيف القدس الكل يعلم ما جرى بغزة من دمار وجرائم ارتكبها العدو، إلى جانب البطولات التي خاضها الشعب الفلسطيني والمقاومة”، كما جاء.

وقال: طرحنا أمثلة محددة للمصريين حول بعض المسائل التي يعاني منها أهالي قطاع غزة بما يخص سفرهم، وطلبنا تسهيل الحركة عبر المعبر، وإلغاء التعقيدات الموجودة، والمصريون وعدوا بمعالجة ما تم طرحه.

وأضاف “تحدثنا مع المصريين أيضاً عن موضوع الإعمار، وأشرنا إلى عدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن ذلك، والطرف المصري قال إن المتابعة مستمرة، وإن كل الجهات ستقدم ما التزمت به سابقاً، سواء على صعيد الدول المانحة أو الأمم المتحدة”.

وأكد أن هناك خلاف مع السلطة، لأنها تريد أن تكون العامل الرئيسي في الترتيبات المتعلقة بإعادة الإعمار، فيما وطرحت الفصائل تشكيل لجان مشتركة لأن العمل على إعادة الإعمار سيكون طويلاً.

وأبدى أبو حمد فؤاد أسفه عن الدور والفعل غير الموجود للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بما يخصّ إعمار غزة، قائلاً “يجب أن تقوم منظمة التحرير بواجبها، وعدم الانتظار إلى ما سيتم تقديمه من الآخرين”.

وأوضح أن منظمة التحرير قادرة على إعطاء الأولوية المالية لإعمار غزة، لكنها لا تعمل على ذلك مضيفاً “يجب أن يضع الجميع على جدول أعماله كيفية إسناد أهلنا في غزة وإعادة الإعمار وتحسين الظروف الحياتية”.