اعتاد الفاطميون تشجيع قادتهم العسكريين وجنودهم في المعارك الحربية؛ ليحثوهم على بسط نفوذهم على بلاد كثيرة من العالم الإسلامي، وعقب الانتصار يزوجهم الخليفة بأجمل جواري القصر وأجمل العرائس، ويقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس من الحلوى، لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وعامة الشعب والأطفال، ومن هنا ظهرت طقوس حلوى المولد النبوي الشريف، وتوارثها المصريون منذ زمن الفاطميين وحتى الآن.
مهنة بيع حلوى المولد النبوي اختصاص عائلة «أحمد»
«أحمد سيد» شاب عمره 35 عامًا، ينتمي لأسرة توارثت مهنة بيع حلوى المولد أبًا عن جد: «احنا أقدم ناس هنا» بحسب حديثه لـ«»، أنه بدأ في هذه المهنة منذ سن 8 سنوات، فكان يذهب مع والده وباقي أفراد عائلته لحي السيدة زينب في موسم «المولد النبوي» ليبيع وينظف ويحمل الحلوى، وهذه كانت بداية دخوله مهنة بيع حلوى المولد النبوي الشريف، فتعلم المهنة وبرع فيها، وأصبح الآن من كبار البائعين في السيدة زينب، فضلا عن امتلاك عائلته لأكثر من محل: «المحل اللي جنبنا ده بتاع ولاد عمنا».
«أحمد»: «رابع سنة بنفس الأسعار حتى لو مش هنبيع»
ورغم ارتفاع الأسعار في كل عام نظرًا لغلاء الخامات والمستلزمات، إلا أن «أحمد» وعائلته في حي السيدة زينب أصروا على البيع بنفس أسعارهم منذ 4 سنوات: «رابع سنة بنفس الأسعار حتى لو مش هنبيع»، إذ يأتي الشاب وعائلته بعرائس وحلوى المولد النبوي من مصانع في «باب البحر» و«بولاق»، إذ إن لديهم معارفهم في تلك المصانع.
وفي غير موسم المولد النبوي يعمل «أحمد» وأسرته، في بيع ياميش موسم رمضان، وفي غير الموسميين يفترشون الملابس، لافتًا إلى أن حركة البيع هذا العام لا تختلف كثيرًا عن ما قبلها على الرغم من وجود فيروس كورونا، إذ تسبب موسم المدارس في أضعاف حركة البيع: «دا في كورونا كنا بنبيع أحسن».