أعدت فرشتها فى «السيدة زينب» بالحلوى والزينة، استعداداً لاستقبال المولد النبوى الشريف، ومن بين أصناف الحلوى المختلفة والعرائس العصرية، احتفظت العروسة والحصان «الحلاوة» بمكانتهما فى الشوادر وعلى أرفف المحلات، باعتبارهما عادة أصيلة ترجع إلى العصر الفاطمى، ويتمسك بها المصريون، ويحرصون على إحيائها. وفى جولة لـ«» بمنطقة السيدة زينب، تحدّث بائعو «عروسة مولد النبى» عن أسرار تلك المهنة القديمة، وسر تعلقهم بها حتى الآن.
الحاجة «أم على» تبيع حلوى المولد النبوى الشريف بالسيدة زينب، واعتادت على بيع «العروسة الحلاوة»، حفاظاً على الطقوس القديمة المتوارثة عن الآباء والأجداد: «العروسة الحلاوة ليها زباينها وسعرها على قد الإيد». وحتى لا تندثر العروسة «الحلاوة»، تصر «أم على» على شرائها وبيعها، مشيرة إلى وجود أشكال جديدة من العرائس، منها التى ترتدى بدلة رقص وتغنى بلهجات أجنبية: «فيه عرايس بتردد أغانى نانسى عجرم وهيفاء وهبى».
تعمل «أم على» باقى شهور السنة فى مهن أخرى، منها بيع ملابس وألعاب الأطفال: «كل موسم ومتطلباته»، كما تحاول عدم رفع الأسعار على زبائنها، لافتة إلى أنها تشعر بأولياء الأمور والمسئولية الملقاة عليهم من مصاريف المدارس وغيرها، ما يجعل بعضهم غير قادر على شراء الحلوى لأبنائه.
على بُعد خطوات من فرشة «أم على»، توجد فرشة الطفل «عبده»، صاحب الـ10 سنوات، الذى يعمل فى بيع حلوى المولد، وأحصنة وعرائس من الحلاوة، مزيّنة بفستان مصنوع من ورق الكروشيه الملون، موضحاً أن العروسة الصغيرة «الحلاوة» والحصان هما الأكثر طلباً، لأن أسعارهما فى متناول اليد، ويستطيع الشخص الواحد شراء أكثر من قطعة: «الناس بتحب تاخد منها لعيالها، عشان يعرّفوهم حاجات زمان». حركة بيع حلوى المولد خلال السنوات الماضية أفضل من الموسم الحالى، بحسب «عبده»، حتى فى ظل أزمة «كورونا» كان البيع يسير بشكل جيد، إلا أن تداخل موعد المولد النبوى مع بدء الدراسة أضعف من حركة البيع بسبب التزام الأسر بمصاريف المدارس.