| «من فات قديمه تاه»..العروسة الحلاوة تنافس بـ«جمل وقطة وجامع»

لم تختفِ من الشوادر والأسواق، فلا تكتمل فرحة الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف إلا برؤية العروسة والحصان «الحلاوة»، ببياضها وزينتها اللامعة، التى يتفنن فى صنعها قلة بأنحاء الجمهورية، ما زالوا يتمسكون بالصنعة المتوارثة عن الأجداد، والعادة التى تُدخل السرور على القلوب.

محمد الشامى، صاحب مصنع متخصص فى عرائس المولد «الحلاوة» بمحافظة الغربية، استعد للموسم قبله بشهر تقريباً، فتح أبواب المصنع المغلق منذ الموسم الماضى، وأعد العدة وبدأ العمل بفرحة وحماس، ويحكى لـ«» عن الصنعة: «والد جدى عمل المصنع، وعلّم الأبناء والأحفاد سر الصنعة، ومن جيل لجيل أصبح للعيلة اسمها فى العروسة الحلاوة، شربنا الصنعة من الصغر وأدواتنا موجودة وكذلك الخامات، ونحاول تطوير الحلاوة كل سنة».

مراحل عديدة تمر بها «الحلاوة» حتى تظهر بشكلها النهائى المبهج، حدثنا عنها «الشامى»: «قبل الموسم بشهر تقريباً بنستعد، نجهز الزينة والزواق الأول، بنجيب ورق الهدايا وألومونيوم فضى، وزوجاتنا وإخواتنا وبناتنا تقطّعه وتقصه وتصمم منه ورد وفل ومراوح وفساتين، ونركنها على جنب، لحد ما نعمل الحلاوة».

وعن صناعة الحلوى يقول «الشامى»: «عبارة عن ميّه وسكر ونسبة ملح لمون بمعيار بسيط، تتحط على النار بدرجة حرارة معينة، بعدها تتصب فى دورق نحاس، وتتقلّب لحد ما توصل لقوام معين، ثم تُصب فى قوالب خشب، وبعد فترة نحلها من القوالب، ونسيبها تنشف وتتزين».

لم يعد العروسة والحصان فقط هما الشكلين المصنوعين من السكر، فهناك أشكال أخرى يصممها «الشامى» وتجذب الزبائن: «لازم نحدّث من شغلنا ونطوّره باستمرار، العروسة والحصان أساسى فى الموسم، لكن بنعمل كمان قطة، جمل، جامع، أسد، سفينة، وغيرها»، مشيراً إلى أنه قبل الموسم يتفق مع صنايعية متخصصين لعمل قوالب وفورمات جديدة: «السنادى عملت سفينة 60 سم».

لا ينجذب «الشامى» للعرائس البلاستيك المنتشرة بالأسواق، ويراها لا تعبّر عن روح الموسم: «زى ألعاب الأطفال والدباديب، موجودة طول السنة، أما العروسة الحلاوة فموجودة فى الموسم بس، ولها زباينها المتمسكين بيها، لأنها بتفكرهم بزمان، بخلاف إن طعمها حلو زى شكلها».

لدى «الشامى» ابن يُدعى «فؤاد» لم يتجاوز عمره العامين ونصف العام، يسعى لغرس الصنعة داخله فى سنواته الأولى: «بيمسك العروسة والحصان الحلاوة، وماتتكسرش فى إيده، رغم إنها مفرّغة من الداخل، ونفسى يكمّل المشوار من بعدى، لو ماعملناش كده الصنعة هتندثر».

يغلق «الشامى» أبواب المصنع بعد انتهاء الموسم، ويعود لنشاطه التجارى الأساسى: «عندنا فيه عصّارة القصب، شغالين طول السنة، أما الحلاوة ففى الموسم بس».