«زيادة مركبة الرحلة بوقود الدعاء يسهل الوصول للقمة»، هذه المقولة المقتبسة من كتاب «قوانين النجاح المستدام»، كانت أساس المسيرة العلمية الطويلة التي خاضها أربعة من أصحاب الكوادر العلمية؛ فكان النجاح فيها رفيقهم، بعد أن لاقت أبحاثهم اهتمام الجميع في الداخل والخارج، ليكتمل ذلك المشوار العلمي بالحصول على جائزة الاتحاد الدولي للمخترعين، والتي تمنح لدعم الاختراعات والكتب المرجعية والاستطلاعات العلمية المقدمة من المشتركين في المسابقة.
وكان لمصر النصيب الأكبر بالحصول على أربع ميداليات من هذه الجائزة في مجالات مختلفة، وتم الإعلان عن نتائجها منذ يومين، حسبما ذكرت «ميسه صلاح الدين»، الحاصلة على الميدالية البلاتينية في المجال الكيميائي، لـ«»، مشيرة إلى أن فوزها بالجائزة جاء لأبحاثها في مجال الكيمياء بعد ابتكارها طريقة لاستخلاص الأعشاب الطبيعية والطحالب واستخدامها في معالجة مياه تبريد المصانع، متابعة: «قدمت العديد من الأبحاث المميزة والمشهود لها دوليا وبتتكلم عن استخدام التكنولوجيا في تقليل نسبة الخطر البيئي».
بحث لتقليل تلوث المياه
وقدمت «ميسه» لمصر أول ابتكار يهدف لإعادة تدوير المياه الخاصة بأنظمة التبريد المفتوحة لتوفير الهادر من المياه في محطات المرافق المركزية الكبيرة، ومن أهم مزايا هذا الاختراع أنه غير مكلف وآمن للبيئة، لتكونه من مواد طبيعية متاحة وغير معقدة التصنيع كالحرجل والطحالب الحمراء والخضراء، والتي تقوم بنفس الدور الذي تؤديه المواد الكيميائية المستوردة من الخارج، وكذلك لتقليل استخدام الكيماويات المستخدمة في معالجة المياه «الشبه والكلور».
وعن أمنيات الدكتور ميسة، أشارت إلى أنها ترغب في تطبيق هذا المشروع بمصر خاصة أن المواد المستخدمة فيه كالطحالب موجودة بشكل دائم على شواطئ البحر المتوسط وليست موسمية، وبالتالي تكلفة الأموال المصروفة على معالجة المياه تقل للضعف.
وفي إشادة من رئيس اتحاد المسابقة، عبر بيان، نشره على الفيسبوك، بدور كل المصريين المشاركين في مسابقة الاتحاد الدولي للمخترعين لعام 2021، فازت المهندسة سمر مصطفى بالجائزة الفضية عن البحث المقدم في «معالجة مياه الشرب»، فيما حصل على الجائزة البرونزية، علي محمد السيد عن بحثه «معالجة المياه باستخدام المجال الكهربي والمغناطيسي».
استغلال التكنولوجيا في تطوير الهيدروجين
قصة نجاح أخرى في مسابقة الاتحاد الدولي للمخترعين، وتتعلق بـ «أحمد محمد الزهاوي» الفائز بالجائزة البرونزية في مجال البيئي، والذي قال لـ «»، إنه بعد تقديم فكرته في مجال الهيدروجين الخضر حاول استغلال التكنولوجيا في تطوير عنصر الهيدروجين لكي يحصل على الطاقة من خلالها، قائلا: «بما أن الهيدروجين صديق للبيئة فيمكن استخدامه في مجالات مختلفة بدلا من المواد الأخرى الثمينة».
ولم تأت هذه الفكرة لذهن الزهاوي صاحب الـ42 عامًا، خريج كلية العلوم جامعة طنطا عبثًا، ولكن انطلاقا من بحثه المستمر عن بدائل للطاقة، ففي البداية بدأ بحضور ورش عمل ومؤتمرات تتناول موضوع التغييرات المناخية واستخدام بدائل نظيفة للطاقة؛ معلقا: «وذلك لأن العالم كل يوم في احتياج أكثر للطاقة» ما زاد رغبته في حماية البيئة.