| «علي» غادر 57357 مريضا وعاد إليه بعد 13 عاما ممرضا: انتصرت على السرطان

ظن أنها النهاية، ولكن للمشاعر حسابات أخرى، فبينما كان يقضي ساعات طويلة من الليل يصارع آلام الكيماوي، كان القدر ينسج له خيوطًا من الفرح دون أن يدري، من هنا كانت بداية مقاومة شبح السرطان، ومن نفس المكان أيضًا بات مصدرا للبهجة، يهون آلام المرض عن الأطفال، عُرف بينهم بنكاته ومعاملته الطيبة، من أجل هذا عاد إلى نفس المكان وكأنه يريد أن يمحو ذكرياته الموجعة بين جدرانه بأخرى مبهجة.

علاج 3 سنين من سرطان الدم

13 عاما من قبل، كان يتردد «علي مجدي» البالغ من العمر حينها نحو 10 سنوات، على مستشفى 57357، للعلاج من سرطان الدم «اللوكيميا»، رهبة الكيماوي في كل مرة وآلامه كانت عبئًا ثقيلًا على نفسه، تجاوز الأيام برحمة الله أولا وبرعاية الأطباء والممرضين الذين نجحوا في تقديم الرعاية الطبية له بكفاءة في جو من الدعم النفسي والمرح «قعدت أتعالج 3 سنين من سرطان الدم والناس في المكان ده كانت رحيمة بيا عارفين إن الأطفال بتحب الضحك والهزار وده حببني في المكان»، يقول الشاب العشريني في بداية حديثه لـ«».

التعافي من السرطان ودراسة التمريض

سنوات طوال مرت في متابعات «علي» بعد انتهاء فترة العلاج بالكيماوي، حتى انتصر على السرطان وتعافى منه ووضع تركيزه بعدها في حياته العملية والعلمية، إذ كان شغوفًا بمهنة التمريض «كنت بشوف الممرضين بيعملوا مجهود كبير معايا ومع الأطفال وحبيت أكون مكانهم في يوم من الأيام»، فاختار دراسة التمريض بأحد المعاهد الخاصة ليترك بصمات رحمته على نفوس المرضى، بحسب تعبيره.

من مريض لممرض في مستشفى 57

شاءت الأقدار أن يعود «علي» إلى نفس المكان بعد سنوات من الغياب، ولكن تلك المرة ممرضًا وليس مريضًا، «نزلت فترة تدريب تمريض في مستشفى 57 عشان حابب المكان ده، انا عيشت في المكان ده كتير وليا فيه ذكريات وحبيت أقدم للأطفال رعاية ودعم نفسي زي ما حصل معايا»، بحسب تصريحات «علي» المتعافي من سرطان الدم.

ما ناله من معاملة حسنة قدمه أضعافا كثيرة للأطفال «دلوقتي لما بقيت ممرض هناك بتصاحب على الطفل وأعرف أخرجهم من حالة الخوف والتعب دي بسرعة»، وكلما مر على أم تبكي حزنا على صغيرها يروي عليها قصة انتصاره على المرض حتى جاء إلى نفس المستشفى للتدريب بها على التمريض «بخفف عنهم الزعل والخوف على ولادهم بيطمنوا لما يسمعوا حكايتي».