خلف جهاز قياس المساحة الهندسية يقف متحمسًا لمجال لطالما عشقه وتمنى العمل به منذ سنوات، حينما كان مجرد عامل بناء بسيط في الموقع ولكنه في الوقت الحالي يقف بين المهندسين كمهندس مساحة يعطي التعليمات لعمال البناء معتمدَا على مجاله.
يروي عامر محمد طه، ابن محافظة سوهاج، الذي يبلغ من العمر 23 عامًا لـ«» ما مر به منذ أكثر من 7 سنوات من أعمال شاقة بدأها بمجال البناء وحمل الحجارة في مواقع البناء، منذ أن كان طالبًا بالصف الأول الثانوي، إذ كانت الانطلاقة كعامل لحمل الرمال والأشياء الثقيلة واستطاع التنقل بين وظيفة وأخرى داخل المواقع والمصانع، لكن لفت انتباهه منذ الوهلة الأولى مهندسي المساحة بالمواقع، وتمنى أن تتوقف المعاناة في حياته ويبدأ في العمل مثلهم «مكانتهم عالية في المجتمع».
ما بين سلالم الطابقين الأرضي والرابع، عاش «عامر» فترة في حمل الرمال على كتفه، واستمر في معاناته: «كنت بنام في أماكن غير آدمية عشان أقدر أشتغل وأعمل فلوس من غير ما أعرف أهلي بصعوبة وضعي»، لم تتوقف معاناته على هذا الأمر ولكن الموقف الأصعب كان حينما رسب في السنة الأولى له بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر تعرض لضغط نفسي وبدني.
«قررت أن يبقى ليا كيان»، لم تكن الواقعة هي النهاية بالنسبة لـ«عامر» ولكنه استطاع تحويلها من أزمة إلى فرحة ودافع للأمام واستطاع التقديم لمعهد المساحة والدراسة به، وتمكن من النزول إلى التدريب للعمل بالموقع كمهندس مساحة وتفوق به بعد أن كان مجرد عامل بيومية قدرها 45 جنيهًا.
لم يتوقف نجاح «عامر» على ذلك فقط بل استطاع كتابة روايتين له، وتم التوقيع على عقد نشرهما في معرض الكتاب الدولي 2022.