| مشوار طالب جامعي أمضى حياته في محل ملابس: من صغري متعود على الشقا

وسط أرفف الملابس يقف منذ أن كان في الـ11 من عمره يتنقل بين الزبائن سعيًا إلى مساعدتهم؛ للحصول على ما يناسبهم من الملابس، وفي يده كتاب يذاكر به مواده الخاصة بالصف الرابع الابتدائي.

أحمد جمال، طالب في كلية التربية بجامعة أسوان، يبلغ من العمر 21 عامًا روى لـ«» عن عمره الذي قضى نصفه تقريبا في بيع الملابس بأمر من والده بهدف تقويته وجعله أكثر قدرة على التأقلم مع ظروف الحياة الصعبة وتقبل تقلبات الزمن.

«معشناش طفولتنا زي أي حد نفسه يطلع يلعب في الإجازة زي أصحابه»، قالها «جمال»، مؤكدا أن والده دفعه إلى سوق العمل مبكرا حتى يتكيف مع الحياة الصعبة: «اليوم الوحيد اللي كان مسموح لي فيه باللعب هو آخر يوم في الامتحانات، بتفسح مع أصحابي وبعد كده شغل».

لم يغضب «جمال» من والده يوما بل يكن له كل الحب والاحترام والتقدير لأنه صنع منه رجلا قادرا على مواجهة أعباء الحياة: «بحمد ربنا لأنه كرمني بأب زي ده عرفني شكل الحياة من صغرى إيه، وإداني درس كبير في الحياة عمري ما أنساه، ولسه لغاية دلوقتي بشتغل في بيع الملابس وعندي خبرة كبيرة في التعامل مع الزباين».

يحكي الطالب الجامعي أن الأمر لم يؤثر قط على دراسته بل استطاع التوازن بين دراسته وبين العمل، وفي أغلب الأوقات كان يتجول داخل المحل ممسكَا بكتابه وفي الوقت ذاته يساعد في عمله، حتى أنه لم يتوقف عن العمل أثناء دراسته في الصف الثالث الثانوي رغم أنها من أصعب السنوات التي تمر على أي طالب: «مريت بأيام صعبة كها ضغط لكن نجحت والتحقت بالجامعة وحصلت على شهادة Google Marketing من شركة جوجل، قعدت 7 شهور أذاكر لها، لأنها كانت أصعب امتحان دخلته في حياتي».