من رحم المعاناة يولد الأمل، فبالرغم من المعاناة التى يعيشها الطفل «زياد» لظروف أسرية صعبة، فإنه يأمل فى العيش بسلام، ويتحمل مشقة العمل ليلاً ونهاراً، للوصول إلى غدٍ أفضل.
زياد محمد، لم يتجاوز الـ11 عاماً، يبيع مفارش وأدوات فى «العتبة»، حكى قصته لـ«»: «أبويا وأمى انفصلوا وسابونى لجدتى، ولما زهقت منى ودتنى مؤسسة رعاية، فمشيت منها عشان أرجع لأهلى ماعرفتش، كنت بنام فى المترو رايح جاى، واضطريت أشحت عشان أجيب فلوس».
وفى حملة أمنية للقضاء على ظاهرة التسول، تعرض «زياد» لموقف إنسانى، ترك أثراً طيباً فى نفسه: «الظابط لما عرف إن أمى رميانى فى الشارع تعاطف معايا، وجاب لى شرابات ومفارش عشان أبيعها وأشتغل وأبعد عن التسول، بعدها نزلت اشتغلت فى العتبة، ولقيت نفسى بكسب، وبعدت عن الشحاتة».
وفى يوم كان «زياد» فى طريقه إلى العمل، واستقل المترو، وفوجئ بوالدته: «كنت جايب بضاعة ورايح أركب عشان أنزل العتبة أبيعها، لقيت أمى جاية عليا جرى، حضنتنى وخدتنى قعدت معاها يومين تلاتة، وبعدها سرّحتنى زى ما سرّحت محمود ورامى إخواتى، فأنا قررت أرجع أشتغل عشان ماينفعش أثق فى حد رمانى قبل كدا».
يواصل «زياد» الحديث عن والدته: «كانت بتلبسنى وحش عشان أصعب على الناس، وأنا مابحبش أبان متبهدل، ولما عرفت إنى بنزل أبيع وأكسب، فرضت عليا أرجع لها كل يوم بخمسين جنيه، يا إما ماتدخلنيش البيت، فنزلت أبيع زى كل يوم، وولاد الحلال ساعدونى، منهم بنت اسمها دينا، ادتنى بضاعة، وعلمتنى إزاى أبيع وأكسب وأبقى تاجر شاطر».
رغبة فى الالتحاق بالمدرسة تلازم الطفل «زياد» طوال الوقت، خاصة عندما يرى أطفالاً فى مرحلته العمرية يذهبون إليها كل صباح: «نفسى أدخل المدرسة عشان أطلع طيار، أنا بقيت واثق من نفسى وعايز أكون ناجح وأتعلم، وهفضل شايل المسئولية وأكمل شغل عشان أصرف على نفسى»