إسرائيل اليوم – بقلم: إسحق ليفانون “تعرفوا على عاموس هوكشتاين، هو إسرائيلي يعرّف نفسه بعد خدمة عسكرية كاملة، أورثوذكسياً معتدلاً. هو مندوب الرئيس بايدين للمحادثات بين إسرائيل ولبنان لترسيم الحدود المائية بينهما. نصر الله يرفع حاجبه عجباً على اختيار إسرائيلي لا شك أن قلبه يميل لإسرائيل، ولكن لا بديل، لأنه قرار التعيين قرار أمريكي.
عمل هوكشتاين مع بايدن عندما كان نائب الرئيس، وهو خبير في مجال الطاقة. توقفت المحادثات بين إسرائيل ولبنان قبل أشهر، وذلك بسبب مطالبات لبنان بتوسيع كبير للمنطقة موضع الخلاف في صالحه. قرر بايدن بث جهد إضافي لاستئناف المفاوضات والوصول إلى تسوية مقبولة من الطرفين. نائبة وزير الخارجية فيكتوريا نولند، استدعيت للمحادثات في بيروت، وعقبها عاموس هوكشتاين، والتقى الاثنان مع القيادة اللبنانية كي يحركا اللقاءات بين إسرائيل ولبنان من جديد.
واضح لإسرائيل والولايات المتحدة أن لبنان في الوقت الذي طالب فيه بمساحة أكبر لنفسه، إضافة إلى ما اتفق عليه مع إسرائيل، فهذا عملياً يفجر المفاوضات عن قصد؛ لأن توسيع المساحة سيدخل حقل الغاز “كريش” في المنطقة اللبنانية، الأمر الذي تعارضه إسرائيل بشدة. واشنطن معنية بإعطاء فرصة أخرى للبنانيين. وأوضحت الولايات المتحدة وإسرائيل للبنان بأن كل خروج عما اتفق عليه من قبل بالنسبة للمساحة البحرية التي يتعين تقسيمها، سيؤدي إلى إنهاء الاتصالات نهائياً.
قبل أقل من سنتين، أبلغ لبنان وإسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، الأمم المتحدة بأن المساحة البحرية موضع الخلاف بينهما تبلغ 860 كيلومتراً مربعاً. خطة الدبلوماسي الأمريكي هوف، الذي توسط بين الطرفين، هي لتقسيم المساحة بين الدولتين مع منح مساحة أكبر للبنان. إسرائيل وافقت. لكن الآن، عندما تطالب بيروت بمساحة إضافية أكبر، تتعرقل العملية.
لا يريد لبنان إغضاب الولايات المتحدة، لأنها الداعمة الأساسية للجيش اللبناني. وفي خفاء قلبه، لا يريد أيضاً إغضاب إسرائيل أيضاً. وعملياً أيضاً، ليس للبنان مجال مناورة كبير. رئيس الدولة، عون، يؤجل التوجه الإضافي إلى الأمم المتحدة مع المطالبة بتوسيع المساحة، لأنه يعرف بأن الأمر سيضع حداً للمحادثات.
في خطوة إعلانية مهمة، أحال عون رئيس الوفد اللبناني إلى المحادثات الجنرال بسام ياسين، المعروف بتصلبه ومواقفه غير المساومة، إلى التقاعد. ومن جهتها، طلبت إسرائيل من الشركة الأمريكية إعطاء عرض لإنتاج الغاز في المجال المتنازع عليه دون انتظار اللبنانيين. هذه التطورات كفيلة بإعادة لبنان إلى أرض الواقع. يجب أن تستوعب بيروت بأن الزمن لا يعمل في صالحها، وأن أمامها ثلاث إمكانات: ألا تتوصل إلى تسوية مع إسرائيل، أن تقبل مخطط هوف، أو تتبنى اقتراح عاموس هوكشتاين في أن تتولى شركة تجارية مسؤولة عن إنتاج الغاز وتوزيعه بين إسرائيل ولبنان دون تدخل مباشر من الدولتين.
يحظى اقتراح هوكشتاين باهتمام عاطف في أروقة الحكم في بيروت، لأنه يدحض ادعاء حزب الله بقدر كبير، وكأن هدف المحادثات المباشرة لترسيم الحدود هو تطبيع العلاقات بين القدس وبيروت. وينبغي الأمل في أن تواظب الولايات المتحدة في الضغط على لبنان، وأن تصر إسرائيل على ألا تكون إضافة مساحة للبنان، فضلاً عما سبق واتفق عليه.