قال ألون بن دافيد المحلل العسكري للقناة 13 العبرية، اليوم السبت، إن هناك أربعة عوامل ستؤثر على صياغة وتحديد مستقبل “إسرائيل” خلال الفترة القادمة.
وقال بن دافيد، إن من أبرز تلك العوامل، تغير الإدارة الأمريكية والتناقض بين رؤيتها ورؤية الحكومة “الإسرائيلية” حول القضية الفلسطينية.
وأوضح أن إدارة بايدن تتبنى حل الدولتين وتسعى لتطبيقها، أما الحكومة “الإسرائيلية” فإنها تسعى للتهرب من هذا السيناريو بكل ما أوتيت من قوة لأنه سينسف كل ما حققته في عهد الإدارة الأمريكية السابقة لدونالد ترمب خصوصا ما يتعلق بالقدس والإعلان عنها كعاصمة أبدية (لإسرائيل).
أما العامل الثاني فهو المؤشرات التي تدل على قرب التوقيع على اتفاق بين إيران والدول العظمى حول مشروعها النووي وما يترتب عليه من تعاظم قوة إيران اقتصاديا ونفوذها سياسيا عدا عن الفشل الذريع لمحاولات “إسرائيل” إحباط الجهود الدولية للتوصل لاتفاق مع إيران أو حتى إقناع الإدارة الأمريكية إدخال تغييرات تنسجم مع رؤية إسرائيل ومصالحها الأمنية.
الأهم من ذلك، وفق بن دافيد، هو كشف حقيقة “إسرائيل” التي حاولت الظهور بأنها تترأس تحالف عربي لمواجهة الخطر الإيراني وسيكشف عجزها عن الإقدام على أي عمل عسكري ضد إيران خصوصا بعد أن كُشفت سوءة جيشها أمام غزة خلال عدوانها الأخير.
العامل الثالث الذي تحدث عنه بن دافيد هو الخطر الكامن في الإعلام الجديد وصفحات التواصل الاجتماعي التي يفوق تأثيرها على أي وسيلة إعلامية رسمية وقدرتها على تغيير الراي العام والتأثير عليه وهو ما تجلى خلال عدوانها الأخير على غزة وتصَدُر المشاهد القاسية لنتائج قصفها للمواقع المدنية وقتلها للمدنيين وظهور تغريدات ومنشورات تحت عناوين مختلفة أهمها قتلة الأطفال – وهتلر كان على حق، عدا عن التظاهرات التي عمت العديد من الدول الأوروبية وجميع أنحاء أمريكا.
الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي سيكون له دور أساس في صياغة المستقبل القريب لـ”إسرائيل” حسب ادعاء بن دافيد، وذلك على خلفية المواجهات التي شهدتها ما تسمى “المدن المختلطة” في يافا وعكا واللد وغيرها؛ عدا عن الأزمة السياسية وما ترتب عليها من انقسامات داخل الوسط اليهودي والصراع المحتدم بين الأحزاب اليمينية فيما بينها وبينها وبين أحزاب الوسط واليسار.
كما نوه إلى نقطة اعتبرها مهمة جدا وهي حساسية المجتمع “الإسرائيلي” للخسائر البشرية وعدم قبوله وقدرته على التضحية من أجل الحفاظ على وجود “إسرائيل”. بحسب بن دافيد.
هذه العوامل التي ذكرها بن دافيد جاءت خلال تعقيبه على العدوان الوحشي الأخير على غزة والتداعيات السلبية على “إسرائيل” حيث أشار خلالها إلى ان يحيى السنوار (رئيس حركة حماس بغزة) الذي قاد المعركة تمكن من تحقيق عدة إنجازات أهمها إجبار أكثر من مليون “إسرائيلي” في غوش دان الهرولة إلى الملاجئ في منتصف الليل.
وحذر بن دافيد من استمرار الاعتماد على سلاح الجو والقدرات الاستخباراتية ووصفها بالإدمان الذي ستدفع “إسرائيل” ثمنه في المستقبل القريب؛ لأنه يكشف عن حالة الذعر التي تنتاب قادة الاحتلال من فكرة الإقدام على مناورة برية وتحمل وقوع خسائر بشرية في صفوف الجنود، كما أنه سيثبت مقولة حسن نصر الله وقرب تحقق حلمه حول “بيت العنكبوت”.