طالما يقدم الإنسان الخير ويزرعه في كل من حوله، وبالتأكيد سيحصد نتيجة ذلك في النهاية، هذا ما يؤمن به عبدالرحمن صقر، مهندس بترول؛ إذ أن مبدأه الأساسي في الحياة أن الخير يُرد دائما لصاحبه حتى لو بعد حين، ما دفعه إلى تقديم كورسات مجانية لكل من يحتاج أن يتعلم أي شيء بالمجالات الكثيرة التي يتقنها، وساهم في تعليم وتطور أكثر من 5 آلاف من طلبة الجامعة والثانوية العامة.
عبدالرحمن صقر، شاب يبلغ من العمر 24 عاما، من محافظة المنيا، يقيم بعاصمة المحروسة القاهرة، حاصل على بكالوريس هندسة البترول من جامعة الأزهر عام 2020، ومصنف كأصغر محاضر في أكاديميات التعليم المهني معتمد من الجامعات المصرية والخارجية المصرية، كما أنه مدرب «ICDL معتمد من جامعة كامبريدج، وSOFT SKILLS معتمد من جامعة عين شمس»، حسب ما يعرف نفسه.
رغبة المستوى المميز
يقول «صقر»، في حديثه مع «»، إنه من يوم تحقيقه لحلمه منذ الصغر، المتمثل في الالتحاق بكلية هندسة البترول، وهو يجتهد ويحاول بشتى الطرق أن يطور من نفسه وقدراته ومهاراته العملية، حتى يستطيع الوصول إلى مستوى مميز في وقت قياسي بهذا المجال وغيره.
وحتى يحقق طالب هندسة البترول ذلك، بدأ يعمل إلى جانب دراسته الجامعية حتى يستطيع الاستقلال بذاته ماديا، ويوفر كل ما تتطلبه الورش والكورسات التي كان يحصل عليها من أموال ورسوم، مضيفا: «كنت عايز أبقى ضامن مستقبل مميز بالعلم والمهارات اللي بحصلها من كل الكورسات».
رحلة اجتهاد نتج عنها مهارات وقدرات
ولأن رحلة الشاب الصعيدي المنشأ، مع إثقال قدراته بالكثير من المهارات والقدرات، لم تكن بالسهلة أو غير المكلفة ماديا بشكل كبير، بدأ بعدما وصل للمستوى المميز الذي كان يأمله، رحلة لنقل علمه هذا بالمجان لكل من يرغب في التحصل عليه، من خلال كورسات مجانية يحاضر فيها، حسب ما يرويه خريج هندسة البترول.
ويتابع «صقر»: «بدأت أعمل كورسات فور فري للشباب، وبدأت أعلمهم إزاي يقدروا يشتغلوا علي نفسهم، عشان يوصلوا لهدفهم في أسرع وقت»، موضخا: «عملت دورات في برمجه الكمبيوتر، ICDL ،Photoshop ،Video Editor Web Design ،Soft Skills، وكمان دورات في الإسعافات الأولية، ونظم المعلومات الجغرافي (GIS)، بجانب المستوى الأول من كل اللغات بشكل منتظم».
خريج هندسة البترول: ساهمت في تعليم 5 آلاف طالب
ويشير خريج كلية هندسة البترول، إلى أن مجهودات بتلك الكورسات والدورات المجانية ساهمت في تعليم أكثر من 5 آلاف طالب في كل المجالات، وهذا ما دفعه إلى محاولة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب الراغبين بالتعلم من خلال كيان أنشأه باسم «صقر أكاديمي»، يتيح من خلاله كورساته بشكل مجاني عبر شبكة الإنترنت لطلبة الثانوية العامة والجامعات وكذلك الخريجين.
قطر الخير لا يتوقف
ولأن قطر الخير لا يستطيع أن يوقفه أحد، عدد كبير من الشباب الذين تعلموا بهذه الكورسات، انضموا لمبادرة خريج هندسة البترول، ويشاركوا حاليا في تعليم آخرين: «كانت ردود أفعال الطلاب أنهم كانو بيقرروا يشاركوا معانا في المبادرة دي، ويتطوعوا ويبقوا جزء من الكيان العظيم ده»، مؤكدا أن هذا الأمر سانده بشكل كبير وساعده على الاستمرارية بعدما وجد لديهم نفس شغف فريق كيانه «صقر أكاديمي»، المتمثل في مساعدة الغير ودعمه حتى يطور من نفسه وقدراته.
حلم الوصول لكل الدول العربية
ويحلم «عبدالرحمن»، بأن يطور من مؤسسته التعليمية تلك ويصل بها إلى كل الدول العربية لتقدم نفس الخدمات المجانية للشباب العربي الباحث عن تطوير الذات، موجها في نهاية حديثه مع «»، نصيحة لكل الشباب مفادها: «كلنا ماشين بمبدأ الخير يُرد ولو بعد حين، ولازم الشباب تعرف إن الوصول ليس إلا استثمارا للوقت والمجهود والسعي إلى خلق الفرص وإحداث التغير والإيمان بالنفس».
