كلماته تخترق قلوب المصلين قبل آذانهم، وفصاحته تخرج في ثبات لا تعرف التردد أو التلعثم، واختياراته لموضوعات خطبه مؤثرة حتى أنها تبكي الحاضرين، حتى أصبح مطلوبا من المصلين في العديد من المساجد، رغم انه لا يزال طفلا في الـ12 من عمره.
عبد السلام محمد عبد السلام، طفل يدرس في الصف الأول الإعدادي الأزهري، انتشرت فيديوهاته على مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء إلقائه خطبة الجمعة في المساجد، حيث فوجأ الجميع ببراعته الكبيرة في سرد الموضوعات، وأطلقوا عليه لقب «الخطيب الصغير».
يحكي محمد عبد السلام، والد الخطيب الصغير، لـ«»، أنه منذ عامين فوجئ باهتمام نجله الكبير بالدروس الدينية، ومتابعة خطب الشعراوي، وحب قصص الأنبياء وسيرتهم، لدرجة أنه حول دراسته من التربية والتعليم للأزهر الشريف، مضيفًا: «ابني في البداية شارك في مسابقات خطابة بس ماقدرش ينجح فيها، وبدأ ينمي موهبته بالقراءة ومشاهدة الفيديوهات لناس زي الشعراوي».
جده أول من شجعه
وبدأ أهالي مدينة الصف بالجيزة، يعرفون الخطيب الصغير، وبعضهم طلب منه إلقاء الخطبة عليهم، وعدها طلب جده منه أن يخطب على المنبر، ورصد له مكافأة قيمتها 50 جنيهًا، وقتها كان عمره 10 سنوات ونصف، بحسب حديث والده لـ«»: «أبويا قاله لازم تخطب للناس في المسجد، وأول مرة خطب فيها المسجد كله بكى من كلامه، كانت أول خطبة عن علامات الساعة».
ودشن الخطيب الصغير صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وبدأ بث فيها بعض الفيديوهات أثناء إلقاء بعض الخطب الدينية في المترو والمسجد، ووصل أكبر فيديو له إلى 6 ملايين ونصف المليون مشاهدة، وأصبح مطلوبًا في بعض المساجد بمحافظات عديدة: «بيستعد بكرة إنه يخطب في أحد المساجد اللي جنبنا، وكمان مطلوب في مساجد كتير منها الإسكندرية».
«عبد السلام» حافظ 10 أجزاء من القرآن الكريم
ولدى «عبد السلام»، معلمين، أحدهما في اللغة العربية وآخر شيخًا يعلمه القرآن والأحاديث الدينية، مما يجعل ذهنًا حاضرًا بالمعلومات والقصص التي يصنع منها خطبًا، حيث إنه حتى الآن يحفظ 10 أجزاء من القرآن الكريم.