عادت مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستغرام وواتساب مرة أخرى للعمل بعد انقطاع لأكثر من 6 ساعات من إبلاغ مستخدميها للمرة الأولى عن انقطاع كبير أدى إلى توقف الخدمات عن العمل يوم الاثنين (4 أكتوبر).
تعرضت شركة التكنولوجيا العملاقة لأسوأ انقطاع منذ عام 2008، عندما تسبب خطأ في تعطيل فيسبوك دون اتصال بالإنترنت لمدة يوم تقريبًا، لكن الخدمة في ذلك الوقت لم يكن لديها سوى 80 مليون مستخدم، لكن «فيسبوك» حاليًا يتعدى عدد مستخدمها 3 مليارات.
وتحدث نائب رئيس البنية التحتية في شركة فيسبوك «سانتوشجاناردان» قائلًا في بيان تم نشره لاحقًا إن سبب الانقطاع كان نتيجة عدة تغييرات في التكوين على أجهزة التوجيه الرئيسية، وأضاف أن بعض المستخدين لا يزالون يبلغون عن عدة مشاكل في نشر محتوى جديد على إنستغرام، فبعض الخدمات لا تزال لا تعمل بشكل كامل.
فيما أصدرت شركة فيسبوك بيانا تعتذر فيه لمستخدميها سواء من الأشخاص الفرديين أو الشركات في جميع أنحاء العالم عن التوقف المفاجئ لخدماتها وسط مخاوف من تأثير هذا الحدث على أسعار أسهم فيسبوك وخصوصا في حال تكرار نفس العطل مرة أخرى، وأضافت أنها قامت على إصلاح الخدمة وعودة تطبيقاتها مرة أخرى للعمل على الإنترنت، فيما قال البعض إن الانقطاع كان نتيجة لفشل DNS وهو اختصار لـ Domain Name System الذي يشبه دفتر هاتف لمواقع الويب.
ويمثل انقطاع الخدمة أطول فترة تعطل لفيسبوك منذ عام 2008 عندما تسبب خطأ في تعطيل الموقع لمدة يوم تقريبًا، مما أثر على نحو 80 مليون مستخدم، أما حاليًا فالمنصة لديها أكثر من 3 مليارات مستخدم.
وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في فيسبوك «مايك شروبر» على تويتر أن فيسبوك يواجه عدة مشكلات على الشبكة، الأمر الذي كان هو السبب في انقطاع الخدمة ويعمل موظفيه على حل تلك المشكلات وعودة التطبيقات في أسرع وقت.
في عام 2019 حدث انقطاع مماثل ولكنه لم يدم سوى ساعة واحدة تقريبًا، وألقى فيسبوك باللوم على تغيير تكوين الخادم في هذا الانقطاع.
انخفاض أسهم فيسبوك على غرار توقف الخدمات عن تطبيقات الشركة انخفضت أسهمها بنسبة 4.9% ليصل سعر السهم إلى 326.23 دولار في بورصة ناسداك في نيويورك يوم الإثنين (4 أكتوبر) مسجلًا أكبر تراجع يومي للسهم منذ نوفمبر الماضي، في الوقت نفسه عانت سوق الأسهم الأمريكية من خسائر واسعة، حيث انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.1% وأنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تعاملات اليوم هبوطا بنسبة 1.3%.
يقول أحد المحللين إن هناك العديد من الأسباب التي تجعل المستثمرين قد يشعرون بالقلق حيال فيسبوك، فلديه مخاوف بشأن قضايا الحوكمة وفريق الإدارة الذي يبدو ساخرًا في أحسن الأحوال، متعجرفًا وبعيدًا عن الاتصال ثم القضايا التنظيمية.
وأضاف إن عدم اليقين التنظيمي دفع المستثمرين إلى إزالة فيسبوك من أفضل 12 استثمارا لديهم، كما قلص البعض ممتلكاته على فيسبوبك إلى 3% من 5% في محفظتهم المتنوعة.
يذكر أن فيسبوك تعرض للتدقيق من قبل المشرعين لاستضافته معلومات مضللة وخطاب ضار، وحثت اللجنة التجارية الفرعية التابعة لمجلس الشيوخ والمعنية بحماية المستهلك يوم الخميس (7 أكتوبر) الشركة على إلغاء الخطط بالكامل لتقديم نسخة من إنستغرام موجهة للأطفال.
في المقابل، يري بعض المحللين أن المستثمرين قد يرغبون في شراء هذا الانخفاض، حيث تراجع السهم بنسبة 16% عن أعلى مستوى سابق له، الأمر الذي يستدعي التساؤل هل هذا يمثل تغير الاتجاه أم أن هذا يمثل فرصة؟.
إن ما تُظهره الرسوم البيانية يشير إلى فرصة، حيث تُظهر أن السهم عاد إلى مستوياته في مايو، لكن الأهم هو أنه لا يزال فوق مستوى الاختراق فوق أعلى مستوى له في عام 2020 وما زال فوق اتجاهه طويل المدى من القيعان المرتفعة، لذا بالنظر إلى عمليات البيع السابقة التي رأيناها في وقت سابق، فمن المنطقي أن تستقر على مدى فترة تراوح من أسبوع إلى أسبوعين، بعد تلك الفترة، من المتوقع استمرار الاتجاه في الارتفاع.
وتعرض عملاق وسائل التواصل الاجتماعي لمزيد من الضغط في أسوأ خسارة يومية لها منذ نوفمبر، جاء هذا التراجع بعد أسوأ انقطاع لفيسبوك منذ عام 2008، هذا وقد تعرضت الشركة لضغوط إضافية بعد اتهام مديرة منتج فيسبوك سابقة «فرانسيس هاوجين» بإعطاء الأولوية لأرباحهم الخاصة على السلامة العامة، كما أنها قامت بنشر العديد من الأبحاث ووثائق داخلية التي تفيد بأن الشركة لديه معرفة كاملة بالمشاكل التي تنتج عن تطبيقاتها، التي تشمل تأثيرها السلبي والسيئ على الأطفال والفتيات المراهقات، مما يدعو الكونغرس إلى اتخاذ إجراءات ضد منصة التواصل الاجتماعي.
وأضافت أن الشركة تعرف كيفية جهل فيسبوك وإنستغرام أكثر أمانًا ولكنها لن تقوم بإجراء التغييرات اللازمة لأنهم وضعوا أرباحهم الفلكية أمام كل شيء.
ورد «مارك زوكربيرج» على اتهاماتها قائلًا إنها كانت تأخذ بحث فيسبوك حول تأثيره على الأطفال من بين عشرات الآلاف من صفحات الوثائق الداخلية والأبحاث التي أجرتها قبل أن تغادر الشركة، وأضاف أنه من حيث الجوهر، فإنه لا يمكن الوثوق بها لتصوير نتائج الشركة بشكل صحيح، مدعيا أنها رسمت «صورة خاطئة للشركة».
ولكن على الرغم من أن فيسبوك يوظف العديد من الباحثين الموهوبين والمثابرين، إلا أنه لا يمكن الوثوق به عندما يتعلق الأمر بمشاركة عمل هؤلاء الباحثين مع الجمهور.
وتعرضت الشركة لانتقادات بعد أن قال باحثون من جامعة نيويورك كانوا يدرسون المعلومات الخاطئة على فيسبوك إنهم طردوا من المنصة، (فيما قالت الشركة إن قرارهم بإلغاء المنصة للباحثين كان مرتبطًا بدراسة منفصلة عن الإعلانات السياسية التي تضمنت استخدام امتداد متصفح يسمح للمستخدمين بمشاركة الإعلانات التي شاهدوها على فيسبوك مع الباحثين دون الكشف عن هويتهم).
وينشر فيسبوك بانتظام تقارير حول تطبيقه لقواعده ومقدار المحتوى الذي يكتشفه الذي يعد مخالفًا لها مثل خطاب الكراهية، في وقت سابق من هذا العام أعلنت الشركة أنها استعانت بـ EY لتدقيق الأبحاث التي تتجاوز تلك التقارير، قد يكون إحضار مدقق خطوة مرحب بها، ولكن عندما يتعلق الأمر بمعالجة الشركة لتقارير المشاركة في وقت سابق من هذا العام، فإن الانتقاء الصارخ جدًا للبحث الذي يجب نشره وما الذي يجب إخفاؤه أثار التساؤل حول ما الذي يفعله فيسبوك أيضًا.
فضائح فيسبوك ليست غريبة وليست هي المرة الأولى التي تخضع فيها الشركة لجلسات استماع في الكونغرس، كما أنها ليست المرة الأولى التي تهتز فيها صورة فيسبوك العامة من قبل المبلغين عن المخالفات، لكن وثائق هاوجين وشهادتها تأتي وسط تدقيق أوسع نطاقا لسلطة فيسبوك وممارسات خصوصية البيانات، وقد أثارت بالفعل انتقادات من الكثيرين لتأثير الشركة على الأطفال، ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كان سيخلق زخمًا لأي تنظيم ذي معنى.
جاءت شهادة هاوجين بعد يوم عاصف للشركة، حيث توقف فيسبوك وإنستغرام وواتساب عن العمل لمدة ست ساعات تقريبًا يوم الإثنين (4 أكتوبر).