التعامل مع البراعم
المتخصص والخبير في إدارة الموارد البشرية مدير التطوع في الجمعية السعودية للموارد البشرية عضو المركز العالمي للتطوير المهني عبود آل زاحم وصف توصية مجلس الشورى بالخطوة المهمة، وقال: المطالبة خطوة مهمة على صعيد اهتمام المملكة بتوفير بيئة صالحة تساعد على نمو النشء وتطوير مهاراته على أيدي متخصصين في التعامل مع تلك المرحلة العمرية، فضلًا عن أنه يعمل على تمكين المرأة وزيادة إسهامها في سوق العمل وفقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأضاف: ولكون مرحلة رياض الأطفال لها فلسفتها التربوية وأهدافها السلوكية وسيكولوجيتها التعليمية والتعلمية الخاصة بها فإنها بحاجة إلى معلمات مؤهلات بشكل علمي جيد للقيام بتلك المهمة التي تشكل اللبنة الأولي في بناء شخصية الطفل من كافة النواحي الصحية والسلوكية والعلمية وتنمية المهارات والمواهب الفنية والرياضية، فبناء تلك الشخصية المتكاملة عملية جوهرية ضمن مسار التنمية الذى تنتهجه القيادة الرشيدة للمملكة.
التمييز بين الخير والشر
يواصل عبود آل زاحم، ويضيف: لا بد أن يتوافر لدى معلمات رياض الأطفال مجموعة من المهارات الفنية والتأهيل الأكاديمي للتعامل مع الأطفال في أولي خطواتهم للتفاعل مع أقرانهم، وتلقي التوجيهات لأول مرة من خارج نطاق الأسرة، فخريجات رياض الأطفال لديهن الوعي الكافي والقدرة؛ كي يصبحن قنوات اتصال فاعلة بين دور رياض الأطفال والأسر، من أجل متابعة سلوك الأطفال وتصرفاتهم والقيام بعمليات تقويم لذلك السلوك إذا تطلب الأمر، ما يسهم في حل المشكلات التي يعانيها الأطفال سواءً على مستوى البيت أو الروضة، إضافة إلى أنهن الأقدر على تقديم أساليب متطورة لتعليم الطفل وإرشاده وغرس القيم الوطنية والدينية والأخلاقية، ليصبح بمقدور أبنائنا من خلال مواقف سلوكية بسيطة التمييز بين الخير والشر، وفي الأخير بناء شخصيات صالحة تفيد المجتمع.
معلمة وأخصائية وممرضة!
مشرفة رياض أطفال عبير الشريف ترى أن مدارس رياض الأطفال بأمس الحاجة لمعلمات من خريجات الجامعات السعودية، فمعلمة رياض الأطفال يحتاجها الميدان الأهلي والحكومي بقوة، وهناك عزوف عن المرحلة لأسباب عدة، منها: ارتفاع نصاب المعلمة من 12 طفلاً في الفصل إلى 30، والجهد المبذول مقارنة بالمراحل الأخرى، فالمعلمة مرشدة وأخصائية نفسية واجتماعية وممرضة، إضافة لعدم وجود مميزات وحوافز سواء مادية أو إجازات فأصبح وقت الدوام أطول بانضمامهم لمدارس الطفولة المبكرة، وأصبحت المعلمة تتمنى الانتقال من التعليم في هذه المرحلة إلى مرحلة الابتدائي، ولكي نصل بالعملية التعليمية والتربوية برياض الأطفال إلى هدف لا بد من معلمات متخصصات يراعين خصائص المرحلة وحاجاتها.
نحن أحق في تعليم صغارنا
انتصار الشمري إحدى خريجات رياض الأطفال، قالت: إن هناك ظلماً وقع عليها وعلى زميلاتها في التخصص وعلى الأطفال، بسبب تحويل المعلمات غير المتخصصات في رياض الأطفال اللواتي على رأس العمل للعمل في هذا الحقل، إضافة إلى عمل المتطوعات من تخصصات أخرى.
لأن تقوية ذات الطفل وتعزيز نظرته الإيجابية عن نفسه ومساعدته في الانتقال من الذاتية إلى الحياة الاجتماعية المشتركة مع أقرانه يحتاج معلمات متخصصات في أخذ الطفل بآداب السلوك وتعويده على الفضائل الإسلامية والاتجاهات الصالحة بوجود القدوة الحسنة «نتمنى أن يكون مجلس الشورى باب خير للأطفال قبل المعلمات».
أول روضة لوزارة المعارف
بلغ عدد معلمات رياض الأطفال المتفرغات 5350 معلمةً في جميع المدارس الحكومية والأهلية بحسب البطاقة الإحصائية لوزارة التعليم لعام 1439. وبدأ الاهتمام بمرحلة رياض الأطفال منذ عام 1381هـ وبعد أربع سنوات بلغ عدد رياض الأطفال 13 روضة أهلية وفي عام 1386هـ افتتحت وزارة المعارف أول روضة حكومية. وفي 1395هـ افتتحت الرئاسة العامة لتعليم البنات أول روضة حكومية في مكة المكرمة لأبناء العاملات في الرئاسة.
وفي 1406هـ بدأ مشروع تطوير رياض الأطفال وصدر الأمر بعقد اتفاقية بين الرئاسة العامة لتعليم البنات ومنظمة اليونسكو وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية؛ بهدف النهوض بمرحلة رياض الأطفال عام 1408هـ ونتج عن هذا المشروع تطوير شامل لمرحلة رياض الأطفال ويتضمن المناهج والمباني وإعداد المعلمات المؤهلات المدربات وإنشاء مراكز تدريب نموذجية ولا يزال التطوير مستمراً في جميع الجوانب التربوية.