تغلبت على خوفها، وأمسكت بـ«عِدّة الدبح»، وأصغت لزوجها جيداً لتتعلم أصول مهنة الجزارة، التى عشقتها فيما بعد، لولا انزعاجها من الصورة النمطية المرتبطة فى أذهان الناس عن العاملات بها، فلا هى مِعلِّمة ولا مُنفرة عالية الصوت.
سارة رزق، 32 عاماً، تقطن «شارع الترعة» بمدينة المحلة الكبرى، متزوجة من «جزار» ولديها 4 أبناء، أحبّت المغامرة، وتعلمت فنون الجزارة، وافتتحت «مسمط» خاصاً بها، تلك المهنة التى يتصدرها الرجال، وتحتاج إلى جرأة ومجازفة.
«لقبت نفسى بسيدة المدبح، والسبب إنى غيّرت من الشغلانة ومن أخلاقها ومسمياتها، ولما فلحت فيها مع جوزى فتحنا المسمط، لأن أنا نفَسى فى الأكل حلو من وأنا عندى 10 سنين، كان أهلى ييجوا لماما يقولوا لها سارة ممتازة فى الأكل».
«سارة»: تعلمت المهنة على يد زوجي.. وأحلم بافتتاح سلسلة مطاعم معه
وعن الطريق الذى سلكته «سارة»، تقول: «أنا من زمان نفسى أشتغل الشغلانة دى، اتغلبت على خوفى، ومسكت العِدّة واشتغلت فى المسمط، لأن أنا طول عمرى شيف وبطبخ لقرايبى وبينبهروا بأكلى، فحبيت أستفيد من موهبتى وأكسر جوايا حاجز الحرج طالما مابعملش حاجة غلط، وحبيت التجربة جداً مع جوزى ودعمنا بعض، ومخططين إننا نعمل مطعم شامل، ومن بعده سلسلة مطاعم مش مجرد مسمط».
بشهادة عملائها وزبائنها، أبدعت «سارة» فى إعداد أكلات مختلفة بـ«المسمط»، فبحسب «أم عمرو»: «علمت نفسى بنفسى، ومابحبش أقلد طريقة حد، عشان لما حد يدوق أكلى يقول ده من عند أم عمرو، وبقيت أعمل كل حلويات المدبح، أنا مثلاً مابحبش الكرشة، بس بطلعها زى ما الكتاب بيقول».
وبالنسبة لشكل السيدة التى تعمل بـ«الجزارة» أو «المسمط»، ورؤية المجتمع لها، تروى «سارة»: «الناس أول ما يعرفوا إن فيه ست شغالة جزّارة أول حاجة بتيجى فى بالهم إنها معلمة ومعصبة دماغها بإيشارب ومتجاهلة أنوثتها وصوتها عالى، ولما قررت أشتغلها كان نفسى أغيّر من الصورة دى على مزاجى، وأقول للناس وستات غيرى ماحدش يتكسف من الشغلانة، وده اللى بعلمه لبناتى».
ما تحلم به «أم عمرو» يتخطى كسب الربح بكثير: «أنا دلوقتى بعمل حاجة أهم من الفلوس، وهى إنى أعمل سمعة كويسة لنفسى ولجوزى، وأساعده نعمل مطاعم باسمنا، واحنا بنبتديها من الأول، أنا بابا عرض عليّا يدّينى فلوس عشان أبدأ مشروعنا، لكنى رفضت، لأنى عايزة لما أمسك 500 جنيه فى إيدى أحسّ إنها بتاعتى، وفى نفس الوقت حريصة أبيع للناس حاجة عالية زى اللى بيجيبوها من أحسن مكان».
«سارة» مسئولة بشكل كامل عن «المسمط»، ورغم ذلك تساعد زوجها فى شغل الجزارة: «بحب المجال كله، واللى بيطلب منى أى حاجة من فواكه المدبح بجيبها له، بس طبعاً لازم يبقى حاجزها من بالليل، لأنى بجيب شغل صابح، ودى السمعة المعروفة عنى».