وأعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض أن إستراتيجية الرياض للاستدامة التي أطلقت اليوم من قبل ولي العهد تشمل إطلاق أكثر من 68 مبادرة طموحة للاستدامة في خمسة قطاعات، وهي: الطاقة والتغيّر المناخي، وجودة الهواء، وإدارة المياه، وإدارة النفايات، والتنوع الحيوي والمناطق الطبيعية. كما وتستهدف الاستراتيجية خفض انبعاثات الكربون في المدينة بنسبة 50%، بالإضافة إلى ضخ 346 مليار ريال سعودي (92 مليار دولار أمريكي) في مبادرات ومشاريع الاستدامة للمدينة وتحفيز القطاع الخاص بفرص استثمارية.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض فهد الرشيد: “تجسيدا لرؤية ولي العهد الطموحة، تهدف الاستراتيجية إلى أن تصبح الرياض من أكثر المدن استدامة وتنافسية في العالم بحلول عام 2030.” وأوضح أن توجيهات ولي العهد تذكرنا دائما بأن النمو الاقتصادي الطموح لمدينة الرياض لن يأتي على حساب البيئة والاستدامة.
وأكد على جهود الهيئة في إدارة الموارد الطبيعية بكفاءة، مشيرًا إلى أن مبادرات الاستدامة البيئية التي تم إطلاقها لدعم أهداف مبادرة السعودية الخضراء، ومنها استثمار 30 مليار ريال (8 مليار دولار) لرفع معدل المياه المعالجة من 11% إلى 100% واستخدام كل قطرة ماء للريّ وتخضير العاصمة الرياض، واستثمار ما يقارب 56 مليار ريال (15 مليار دولار) في مشاريع إدارة النفايات لتدوير النفايات كمواد أولية وإعادة استخدامها وتحويلها إلى طاقة بنسبة 94%.
وأوضح في كلمته أن الاستراتيجية التي أطلقها ولي العهد لتنفيذ مشاريع الاستدامة البيئية ستوفر على اقتصاد المدينة ما بين 40 إلى 65 مليار ريال (11 إلى 17.3 مليار دولار) نتيجة رفع مستوى كفاءة البنية التحتية وتخفيض استهلاك الطاقة والمياه، وتخفيض فاتورة الآثار الصحية جراء تحسّن الصحة العامة.
وحول الأثر الذي تُحققه مشاريع الهيئة الملكية لمدينة الرياض على نمط الحياة داخل المدينة، أشار أنه عند الإنتهاء من تنفيذ مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام بمدينة الرياض، والذي يعد أكبر مشروع نقل عام متكامل على مستوى العالم يُطور دفعة واحدة، تستهدف الهيئة الملكية رفع نسبة استخدام السكان لوسائل النقل العام في المدينة من 5% إلى 20% عبر استثمارات تبلغ قيمتها 112.5 مليار ريال (30 مليار دولار)، ورفع نسبة المركبات الكهربائية في المدينة إلى 30% بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن يساهم مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بتقليل عدد الرحلات اليومية بمعدل مليون رحلة، مما سينتج عنه تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحوالي 1.5 مليون طن سنويا.
وأضاف أن الهيئة تستثمر 30 مليار ريال (8 مليار دولار) في مشاريع ومبادرات لحماية البيئة، مشيرًا إلى منجزات مبادرة الرياض الخضراء، الذي يعد أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى، كمساهم رئيس في مؤشر الأهداف المستدامة. وتستهدف مبادرتا الرياض الخضراء والاستدامة البيئية للرياض زراعة ما مجموعه 15 مليون شجرة لرفع نصيب الفرد من المساحات الخضراء من 1.7 إلى 28 مترًا مربعًا داخل النطاق الحضري بحلول عام 2030، مما سينتج عنه خفض درجة حرارة المدينة بمقدار 1.5 إلى 2 درجة مئوية، أي خفض درجة حرارة الوهج المنعكس من سطح الأرض بمقدار 8 إلى 15 درجة في مناطق التشجير المكثف. كما سيتم توفير أكثر من 3,300 حديقة متفاوتة الحجم و43 حديقة كبرى في مدينة الرياض، بهدف تحسين أسلوب الحياة فيها. وتابع معاليه: “ستُسهم الحدائق في أنسنة العاصمة وتقوية علاقة السكان ببيئتهم وتحسين جودة الحياة، وستعزز انتماء سكان الرياض للمدينة وهويتها”.
وتعليقًا على مشاريع الهيئة المتماشية مع أهداف الاستدامة في المملكة، أضاف: “سيتم العمل على تحسين جودة الهواء وذلك بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 50%، واستثمار 30 مليار ريال (8 مليار دولار) لزيادة إنتاج الطاقة من مصادر متجددة بنسبة 50%”.
كما نوّه إلى أن مشاريع الاستدامة التي تقوم عليها الهيئة في مدينة الرياض ستوفر 350 ألف فرصة وظيفية وتضيف 150 مليار ريال للاقتصاد المحلي.
يُذكر أن منتدى مبادرة السعودية الخضراء بدأ أعماله اليوم في العاصمة الرياض وبحضور عدد من الوزراء وقادة الأعمال والرواد والأكاديميين المتخصصين محليًا وعالميًا في مجال البيئة والحد من آثار التغيّر المناخي والتكيّف معه. ويناقش المنتدى توجه المملكة وخارطة الطريق التي ستمضي عليها في سبيل تنفيذ كل ما من شأنه تحقيق الأهداف الاستراتيجية للاستدامة بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، كما يناقش المنتدى بناء اقتصاد أخضر متكامل، واستراتيجيات لتوسيع نطاق التزامات المملكة لمواجهة تحدي التغيّر المناخي محليًا وعالميًا.