| «إسحاق» من سائق «توك توك» إلى فنان ومدرب رسم: أوعى تتخلى عن حلمك

مواهب عديدة يتمتع بها الشاب إسحاق نخلة إستطفانوس، 27 عامًا، من قرية شارونة مركز مغاغة محافظة المنيا، فبالإضافة إلى موهبته في رسم الـ«بورتريه» التي حصل بها على المركز الثاني على مستوى جامعته عام 2016، لديه أيضا موهبة الغناء التي مكنته من الحصول على المركز الأول على الجامعة عام 2017، و«الأشغال الفنية» التي حصل عنها على المركز الأول في نفس العام وكانت عبارة عن مُجسم لـ«ديناصور» مصمم بأكمله من الأقفاص وسعف النخيل والأحذية، وأيضا موهبة الذكاء السماعي التي تمكنه من عزف أي لحن بمجرد سماعه، وآخرها رسم الـ«تاتوه».

يحكي «إسحاق» لـ«» أن موهبة الرسم عموما بدأت معه منذ صغره وكانت والدته هي أول من لاحظ ذلك وشجعته بشدة، موضحا أنها الوحيدة التي كانت ترى رسوماته وتتابعها خلال تعليمه الإبتدائي والإعدادي، وبعد ذلك بدأ والده يشجعه في موهبته بأشياء بسيطة ولكن كان لها بالغ الأثر عليه: «كان بيشجعني بنظرة منه، ودي كانت كفيلة أنها تشجعني جدا».

البداية سائق توك توك 

في أول سنوات دراسته الجامعية، عمل «نخلة» في مهنة سائق «توك توك» كانت توفر له دخلًا كافيًا لتوفير مصاريفه الدراسية، وبعد ذلك بدأ يتجه إلى رسم الـ«بورتريه» الاحترافي لتُصبح هذه الموهبة هي مصدر دخله، ثم بدأ يستثمر موهبته مُستخدما فرشاته ولوحاته ليجسد بهما أفكار منتجات جديدة وليدة عقله تساعد على حل مشكلات بعينها في المجتمع: «لما بشوف مشاكل الناس بفكر إزاي أصمم منتج يحل المشكلة دي».

في ظل ظهور «كورونا» والظروف الخاصة التي فرضتها هذه الجائحة، أُصيب «إسحاق» بإحباط شديد في البداية لكنه سرعان ما أعاد ترتيب أوراقه ليتحول معه هذا الإحباط إلى طاقة إيجابية مكنته من إستغلال وقت فراغه في تطوير نفسه في عدة مجالات منها الثقافة المالية: «يوميا كنت بقرأ 3 ساعات في الثقافة المالية علشان أكون عقلية البيزنس مان».

تعليم الرسم الإحترافي لأهل قريته

دحل «إسحاق» في مرحلة جديدة وهي تقديم ورش تدريب وإعطاء «كورس رسم البورتريه الاحترافي المهني» لأبناء قريته والقرى المجاورة، من خلال منهج تعليمي يضعه بنفسه وينسجه من سنوات خبراته، مُشيرا إلى أن هذا العمل التدريبي والتعليمي هو أمتع عمل يمكن أن يقوم به: «أكتر حاجة بحبها في حياتي إني أعلم حد حاجة وأوصَّل المعلومة».

رغم تعدد مواهب الشاب العشريني ومهاراته، لم يحصل على وظيفة حتى الآن، لكنه استأجر محلا في مغاغة ليعرض فيه رسوماته، بالإضافة إلى قيامه برسم أعماله في الشارع أمام محل عمله، الذي لاقى استهجانا من الناس في البداية بحكم ثقافتهم الريفية البسيطة ولكنهم بدأوا بعد ذلك أن يعتادوا الأمر بل ويحبونه.

من الرسم إلى الغناء والتاتوه

اتجه «إسحاق» إلى تعلم فن الـ«تاتوه»، موضحا أن موهبته الأساسية في الرسم ساعدته على إتقان هذا الفن بشكل أسرع بكثير عما توقعه له فنانو هذا المجال: «قالولي أنت قدامك ع الأقل 3 سنين بس الحمد لله في خلال شهر واحد بدأت أعمل شغل إحترافي في مجال التاتوه، وده بسبب خبرتي السابقة في رسم البورتريه».

وعن مواهب الغناء والتلحين، ذكر «إسحاق»، أنه لم يفقد الشغف بهما يوما، مُعربا عن أمنيته في إيجاد من يموله وينتج له أغنية: «نفسي حد ينتج لي أغنية بكواليتي عالية».