بابتسامة أمل وطموح، وقف شابان إلى جوار سور جامعة عين شمس، يحمل أحدهما «فرن» يعمل بالغاز معلقًا على كتفيه، ومُحكم الربط بمنطقة الوسط بسلاسل حديدية، يبيعون من خلاله ساندوتشات الكبدة لزملائهم بالجامعة، وسط إقبال من الطلاب على الشراء من الصديقين وتشجيعهما والإشادة بالطعم ونظافة الأكل.
استغلال السنة الأخيرة بالجامعة في العمل
بدأ الطالبان آدم المرسي، بالفرقة الرابعة كلية الألسن، وصديقه أحمد هشام طالب السنة الأخيرة من كلية التجارة، استغلال فرصة السنة الدراسية الأخيرة لهما بجامعة عين شمس، وممارسة التجارة وفتح مشروع خاص بهم ومناسب لهما ويتماشى مع الدراسة، إذ كانت الفكرة في البداية مشروع عربة البطاطس الجاهزة، ولكن لم تسمح لهم الظروف المادية بذلك؛ نظرًا لسعر العربة المكلف وسعر البطاطس الغالي، بحسب حديث «آدم» مع «».
«الفرن المحمول» طريقة الشابين لبداية حلمهم
اتجه الشابان لفكرة أخرى وهي «الفرن المحمول»، نظرًا لسعره المتناول بالنسبة لهم، ليصبح هو البديل لعربة البطاطس، ولكن بعد أن وصلوا إلى فكرة المشروع، أدركا أنهما لا يعلمان شيئًا عن الطهي وإعداد الوجبات السريعة، لذلك بحثا عن أكلة سريعة وسهلة التحضير.
صعوبات واجهت «آدم وأحمد» في بداية مشروعهما
فكرة أن تكون «الكبدة الإسكندراني» هي الوجبة الأساسية في مشروع الشابين، جاءت لـ«آدم» بعد مشاهدة بعض فيديوهات الطهي مع صديقه، واشتريا الكبدة المجمدة وبعض مستلزمات الطهي، وتوجها إلى سور الجامعة للبيع ليتعرض الشابين لمواقف لم تكن في الحسبان، ولم يكن لديهما العلم بالأماكن المخالفة عن التوقف بها، فضلا عن تعليقات بعض الطلاب على مذاق الطعام ومقدار الملح فيه، وأن الكبدة تحتاج البقاء على النار لفترة أطول: «مكنش لسه عندنا خبرة».
مساعدة الأم في مشروع الشابين
كل هذه المواقف كانت من العوامل المحبطة للطالبين في بداية المشروع، ولكنهما عادا لمشاهدة الفيديوهات مجددًا لكي يستطيعا إعداد الطعام جيدًا، وفي هذا التوقيت تدخلت والدة «آدم» وعرضت عليهما أن تقوم بتجهيز الكبدة بالمنزل، ويتفرغ الشابين للبيع فقط، وتعتبر تلك المساعدة هي السبب وراء سر الطعم الذي تميز به مشروع «آدم وأحمد».
حلم طالبي الألسن والتجارة
بداية فكرة المشروع جاءت للشابين رغبة منهما في تجربة شيء جديد، واكتساب مهارة البيع والشراء، ولكن بعد نجاحها أصبح الصديقان أكثر شغفًا للاستثمار بمجال الطعام، ويطمعان في الانتقال من الشارع لإنشاء شركة خاصة لتشغيل الفرن المحمول وبيع الوجبات السريعة بالشوارع: « بنفكر يكون عندنا شركة متخصصة في بيع الأكل على الفرن المحمول»، وذلك بجانب مهاراتهم في مجال دراستهم وإتقانهما لأكثر من لغة.