| مبادرة لدعم المشردين بـ«شوربة عدس»: دفي نفسك

مجموعة من الشباب يقفون في الطريق العام، يمسكون بعلب مغلفة تفوح منها روائح ذكية، تحتوي على طعام بسيط يقدمونه للفقراء والمشردين بالشوارع، في صورة تعكس أسمى معاني العمل الخيري ومساعدة البسطاء وسد جوعهم.

عضو بالمبادرة: نرفض التبرعات المادية

تحكي شيرين الخطيب، أحد أعضاء مبادرة «رفقاء الخير»، لـ«»، أن المبادرة تسعى دائما لمساعدة المحتاجين، وبدأت منذ جائحة كورونا من خلال توزيع الأدوية وتوصيلها للمنازل في فترة العزل المنزلي والتعاون مع الصيدليات لتوفير الأدوية بالمجان للمرضى.

استمر الأمر حتى تابعوا منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي يشرح فيه أحد الأشخاص تجربته في توزيع الطعام على المشردين في الشوارع وأمام المستشفيات، فقرروا أن يفعلوا الأمر ذاته وبدأوا في ترتيب الأمور حتى استقروا على توزيع الطعام في الشوارع أمام المستشفيات وللمشردين مع تنوع الوجبات باختلاف الأيام، منها شوربة عدس، وبالفعل بدأوا في تجميع الطعام وبدء التبرعات وأطلقوا عليها مبادرة «دفء سوهاج».

«تبرعاتنا مكنتش مادية بالعكس كان في ناس بتتبرع بالأكل وناس تتبرع بالطبخ وناس بالتغليف لغاية ما جهزنا الأكل َوبدأنا نوزع»، هكذا عبَّرت شيرين عن الأمر بأنهم لم يطلبوا أي تبرعات مادية حتى إنهم يرفضونها، وبدأوا بالفعل في التوزيع أمام المستشفيات بمدينة سوهاج لأهالي المرضى وللمشردين في الشوارع حتى تبقى لديهم بعض الطعام فقرروا توزيعه على حراس المباني والعقارات تخفيفا لألم البرد لديهم ومساندتهم في ممارسة عملهم بنشاط.

«مكناش بنزعج الناس اللي نايمة في الشارع ومابنحرجهمش كنا بنحط الأكل وبعدين نخبط على رجليهم ونمشي بسرعة»، تتحدث شيرين عن طريقة توزيع الطعام على المشردين، فلم يكن الأمر صعبا بل شعروا بالمتعة من خلال تلك التجربة التي تمثل نوعا من المساعدة للآخرين.

وروى أيمن الطحان، أحد أعضاء المبادرة أن هناك تعاونا من الجميع في المبادرة، وذكر أن أصحاب المحال رفضوا أن يحصلوا على أجر مقابل الطعام سواء صاحب المخبز أو الفاكهة وغيرهم كنوع من المشاركة في التبرعات وفي المبادرة: «كل اللي بنتمناه إننا نلاقي حد يساعدنا في توزيع البطاطين للمحتاجين وسكان الشوارع قبل ما يشتد البرد».