| والداهم تخليا عنهم.. 3 أشقاء يعيشون مع جثمان شقيقهم الأصغر

جلس الثلاثة يتأملون جثة شقيقهم الصغير وهي تتحلل شيئًا فشيئًا، لم يدرك أحد منهم ما ينبغي فعله مع الوضع المأسوي الذي يعيشون فيه، فوالدتهم تخلت عنهم من أجل صديقها، أما والدهم فلا يُعرف له طريق، وملابسهم متهالكة على نحو يبين أن أحدًا لم يعتنٍ بهم منذ زمن طويل، بينهما اكتست ملامحهم بالحزن والألم والحيرة أيضًا، وخلال عدة أشهر تعرض الثلاثة أشقاء لظروف صعبة للغاية وعلى ما يبدو أنهم تعلموا الاعتناء ببعضهم وتقبل قسوة الحياة، إلى أن قرر الأخ الأكبر البالغ من العمر 15 عامًا، إبلاغ الشرطة عن جثة شقيقهم الراحل بعد عام من وفاته.

بمزيج من الارتباك واليأس، أمسك الشقيق الأكبر بالهاتف ليتصل برجال الشرطة قائلًا: «أخي الصغير عمره 9 سنوات توفي منذ عام ونحن نعيش معه في المنزل»، كلمات كان وقعها مثل الصاعقة استمع إليها عمدة مقاطعة منطقة «هاريس» بهيوستن الأمريكية، ليذهب إلى مكان الأشقاء ويجد بقايا هيكل عظمي لطفل صغير وثلاثة أشقاء 15، 10، 7 أعوام على قيد الحياة ويعيشون بمفردهم دون عائل، بحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية.

الأشقاء راقبوا شقيقهم الرابع وهو يموت ويتحلل 

«يُعتقد أن الوالدين لم يعيشا في الشقة منذ عدة أشهر».. بحسب تحريات إد جونزاليس، عمدة المقاطعة، فإنه جرى العثور على الأم وصديقها واستجوابهما دون توجيه أي اتهامات، وإبلاغ خدمات حماية الأطفال لمساعدة الأشقاء الثلاثة ولا يزال التحقيق مستمرًا: «الأطفال كانوا يعيشون في ظروف يرثى لها ومزعجة ومرعبة أيضًا، يبدو أنهم كانوا يهتمون ببعضهم البعض، وهذا أمر محزن وأعتقد أن الأخ الأكبر كان يبذل قصارى جهده لرعاية الآخرين، كما أن الهيكل العظمي كان موجودًا منذ فترة طويلة، والأشقاء شاهدوا شقيقهم وحالته تتدهور ويتحلل بشكل تدريجي في مشهد صادم».

جرى نقل الأشقاء الثلاثة إلى المستشفى لتقييمهم وعلاجهم، إذ عانوا من  سوء التغذية وإصابات جسدية: «كان هناك بعض الطعام داخل الشقة ولا نعرف مصدره»، وتسعى وزارة الأسرة والخدمات الوقائية في تكساس؛ للحصول على حضانة طارئة للأشقاء لضمان سلامتهم، وخاصة أن خدمات حماية الطفل لها تاريخ سابق مع والدي الضحايا.