| «زي اليويو».. أدلة جديدة تثبت أن الأرض انقلبت على «جنبها» وعادت لوضعها مرة أخرى

أثارت الأدلة الجديدة التي اكتشفها العلماء حول إمالة الأرض منذ 84 مليون سنة، وانقلابها من وقت إلى آخر، في ظاهرة أطلق عليها الباحثون اسم «اليويو الكوني»، جدلا كبيرًا، لذا يواصل العلماء اختبار التجول القطبي (TPW)، وهو الاسم الفعلي لتلك الظاهرة، والتي تحدث عندما تتحرك الطبقات الخارجية لكوكب أو قمر حول مركزه، مما يؤدي إلى إمالة القشرة بالنسبة لمحور الكوكب أو القمر.

كيف اختبر العلماء تعرض الأرض لـTPW؟

لجأ الباحثون إلى المعادن المغناطيسية داخل رواسب الحجر الجيري في إيطاليا، لاختبار ما إذا كانت الأرض قد خضعت لـ TPW خلال العصر الطباشيري، وتبين أن هذه الصخور الرسوبية الإيطالية خاصة وموثوقة للغاية، لأن المعادن المغناطيسية هي في الواقع أحافير للبكتيريا التي شكلت سلاسل من أكسيد الحديد الأسود، وفقا لما قالته سارة سلوتزنيك، عالمة الجيولوجيا في كلية «دارتموث» في نيو هامبشاير، في الدراسة. 

ونظرًا لأن قشرة الأرض تحركت خلال الـTPW، وليس مجالها المغناطيسي، كشفت هذه الأحافير المغناطيسية، التي بقيت في الطبقات السطحية للكوكب، مدى تحرك القشرة بالنسبة إلى المجال المغناطيسي للأرض بمرور الوقت، ووجد الفريق أن القشرة الأرضية تحركت بما يقرب من 25 درجة على مدى 5 ملايين سنة.

يعتقد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تحل الآن مسألة ما إذا كانت الأرض تعرضت إلى TPW خلال العصر الطباشيري أم لا.

وتوقع بعض الباحثين في وقت سابق حدوث «TPW» على الأرض في أواخر العصر الطباشيري، منذ ما بين 145 مليون و66 مليون سنة، لكن هذا كان محل نقاش ساخن، وفقًا لبيان صادر عن الباحثين، بحسب موقع «livescience» العلمي.

خريطة للحركة القديمة لقشرة الأرض

ورسم العلماء خريطة للحركة القديمة لقشرة الأرض من خلال النظر في بيانات المجال المغناطيسي المحصورة داخل البكتيريا المتحجرة القديمة، ووجدوا أن الكوكب مال بمقدار 12 درجة بالنسبة لمحوره منذ حوالي 84 مليون سنة، قبل أن يعود بالكامل إلى موقعه الأصلي خلال الخمسة ملايين سنة التالية، جاء ذلك في ورقة بحثية منشورة في مجلة Nature العلمية، أكد الباحثين من خلالها أن دراستهم الجديدة تؤيد بقوة حدوث TPW على الأرض. 

اليويو الكوني

تتكون الأرض من أربع طبقات رئيسية: اللب الداخلي الصلب، اللب الخارجي السائل، الوشاح، القشرة، وأثناء حدوث الـTPW، يظهر الكوكب بأكمله مقلوبًا على جانبه، ولكن في الواقع تكون الطبقات الخارجية فقط هي التي تحركت.

«عند النظر إلى الأرض من الفضاء وقت حدوث الـTPW ستبدو وكأنها تنقلب على جانبها، ولكن ما يحدث في الواقع هو أن القشرة الصخرية الكاملة للكوكب(الوشاح والقشرة) تدور حول اللب الخارجي السائل».. ويوضح جو كيرشفينك، عالم جيولوجيا الأحياء في معهد «طوكيو» للتكنولوجيا في اليابان والأستاذ في معهد «كاليفورنيا» للتكنولوجيا، في البيان أن القطع الفردية تتحرك من الطبقات الخارجية للأرض وتتغير باستمرار حيث تتصادم الصفائح التكتونية معًا وتندمج تحت بعضها البعض؛ ولكن أثناء TPW، تتحرك الطبقات الخارجية معًا كوحدة واحدة.

ونتيجة لذلك، فإن الميل في قشرة الأرض لم يكن ليؤدي إلى أي نشاط تكتوني كبير أو تغييرات جذرية في النظم البيئية الرئيسية، بدلاً من ذلك، كان من الممكن أن تكون عملية تدريجية لن تؤثر على الديناصورات والكائنات الحية الأخرى التي تتجول على السطح وقتها.