| قرية بالغربية يزورها السياح للاستمتاع بالطبيعة: الفل أحلى ولا الياسمين

نسمات ليلية لها رائحة عطرة لا تُخطئها الأنف، تعبق الأراضى والطرقات، وتكون فى استقبال زوار قرية «شبرا بلولة»، بمحافظة الغربية، من المصريين والأجانب، الذين يأتون خصيصاً لمشاهدة «الياسمين» فوق الأشجار، وعلى الأراضى المكسوة بالبياض الناصع.

وفود من أمريكا وفرنسا، وغيرها من دول الاتحاد الأوروبى، تقوم بزيارات للقرية على مدار العام، بحسب حديث الحاج «سيد أبوفدان»، شيخ البلد، للتعرف على طبيعة تلك النوعية من الزراعات، التى جعلت مصر فى ترتيب متقدم عالمياً فى صناعة عطور الياسمين، فوفقاً لإحصاءات الاتحاد الدولي لتجارة الزيوت والعطور (IFEAT) لعام 2015، فإن مصر والهند هما المنتجان الرئيسيان لنحو 95% من عجينة الياسمين العطرية فى العالم.

قرية بالغربية يزورها الأجانب للاستمتاع بالطبيعة

يحكى «الحاج سيد»، عن بداية تلك النوعية من الزراعات فى القرية: «ورثناها أباً عن جد، وعندنا شجر معمر من أكثر من 60 سنة، البداية كانت بتأسيس شركة ومصنع عطور تابعا لها فى القرية، وعملت مزرعة للياسمين، وكان الأهالى بيجمعوا الزهور منها لتوريدها للمصنع، لحد ما المزارعين فكروا فى نقل التجربة لأراضيهم، أخدوا الشتلات وزرعوها فى أحواض، بعدها قاموا بتقليعها وزراعتها فى الأرض، ومن يومها الأراضى بتطرح ياسمين».

يتم تقليم أشجار الياسمين كل عام فى شهر نوفمبر، وفقاً لشيخ البلد، وبمجرد انتهاء فصل الشتاء تطرح الأشجار، ويتم جمع الزهور بداية من شهر يونيو: «الحرارة بتساعد على تفتيح الزهور»، وما يميز زراعات الياسمين فى «شبرا بلولة» عن غيرها من القرى هو العمالة المتخصصة، فالأهالى يعرفون آليات وأسرار الجمع والحصاد منذ الصغر، وقادرون على جمع كميات أكبر فى وقت أقل عن غيرهم فى أى مكان: «القيراط يحتاج نفرين، وبيجمعوا زى الماكنة».

أشجار الياسمين تكون دائرية الشكل، بارتفاع 120 سم، وعرض متر تقريباً، ويتمسك أهالى القرية بزراعتها لعدة أسباب ذكرها «الحاج سيد»: «الزراعة غير مكلفة، الشجرة موجودة فى الأرض من سنين، والمُزارع عليه فقط خدمتها، من ميّه لتقليم، وبيستخدم سماد بلدى ونترات ومبيدات للحشرات، عشان تطرح فى ميعادها وبكميات كبيرة».

حول الأراضى توجد مجمعات لتستوعب الزهور المجموعة من المزارعين، لتسليمها للمصنع مقابل 30 جنيهاً للكيلو، بعد أن كان فى أوضاع أفضل يصل إلى 40 جنيهاً، بحسب «الحاج سيد»: «زراعة الياسمين سوقها مضمون إلى حد ما».

تجتمع الأسرة فى الأرض، الأزواج والزوجات والأبناء، لحصاد الياسمين، فى مشهد بديع، على حد وصف شيخ البلد: «لازم يكون الجمع بدرى، والزهر مندِّى مش دبلان، وفيه مزارعين بيجمعوا من بالليل، ويسيبوا الياسمين على فرشة، وعلى الصبح يكون فتّح».